تباينت ردود الأفعال وسط القوى السياسية عامة والحزب الإتحادي الديمقراطي المسجل بقيادة أمينه العام د. جلال يوسف الدقير على وجه الخصوص حول التصريحات الأخيرة التي أطلقها السيد وزير الإعلام ونائب الأمين العام للحزب د. أحمد بلال عثمان مؤخراً، وذلك بتوعده وتهديده بقمع الحريات الصحفية وإغلاق المزيد من الصحف وإنشاء محكمة خاصة للصحافيين على الرغم من دعوة السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لمزيد من الإنفتاح على الحريات، لكن يبدو أن ثمة شئ ما دفع بالسيد وزير الإعلام بأن يطلق صافرة لتغمص سياسة حزب دعا أصحابه فيما بعد لمزيد من الإفنتاح على الحريات ، د. أحمد بلال لم يقف عند هذا الحد في تصريحاته بل تعداها إلى اعتقال الامام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي الشي الذي دفع بقيادات حزب الأمة بأن تنعي الحزب الإتحادي الديمقراطي معتبرين أن الذين تسلقوه في إشارة إلى أحمد بلال لا يشبهون تضحيات جيل الآباء المؤسسين للحزب وقياداته الوطنية البارزة، وفي مقدمتهم الزعيم اسماعيل الأزهري والشريف حسين الهندي، وقال نائب رئيس المكتب السياسي بحزب الأمة القومي محمد المهدي حسن إن تصريحات وزير الإعلام والقيادي بالحزب الإتحادي الديمقراطي أحمد بلال حول إلقاء القبض على الامام الصادق المهدي تعبر عن رأيه الذي تغذيه عوامل تاريخية وتضمر عداءً محكماً لقيادات حزب الأمة وجماهير الأنصار، معتبراً بأن تصريحاته جاءت لإرضاء ما أسماهم بالنافذين في المؤتمر الوطني ليبقوا عليه وزيراً في الحكومة وليحتفظوا له بوظيفته التي لا صلاحية له فيها أبداً، وأضاف المهدي اننا لا نملك سوى نعي الحزب الإتحادي الديمقراطي المتمثل في قيادة أمينه العام د. جلال يوسف الدقير وفي ذات الإتجاه طالب الحزب الإتحادي الديمقراطي المسجل بولاية البحر الأحمر د. أحمد بلال بالإنسلاخ من الحزب والإنضمام إلى المؤتمر الوطني لأن ما فعله وظل يفعله من تصريحات لا يمت للاتحاديين بصلة، وقال رئيس الحزب بالبحر الأحمر مولانا عوض الله ابراهيم (بركية) في تصريح ل(الوطن) إن تصريحات أحمد بلال أخرجته من ملة الاتحاديين الذين ظلوا وعلى الدوام رافعين لرآية الديمقراطية والحرية واصفاً تصريحاته (بالجوفاء) قائلا : بتصريحاته الجوفاء هذه (مرمط) سمعة الحزب وأغرقه في بحر الشمولية، وبهذا نعلن تبرأنا منه ومن مواقفه المخزية، مطالبين بإعفائه من منصبه الوزاري ومن منصبه كنائب للأمين العام للاتحادي الديمقراطي. وأضاف بركية أن أحمد بلال وبعض الدستوريين النافذين في الحزب أوصلوا الحزب إلى مرحلة لا يمكن التعبير عنها سوى عض النواجز والأسف والحسرة حرقة لما وصل إليه الحزب، مردفاً نحن في الحزب الاتحادي نعتذر لحزب الأمة القومي لما فعله احمد بلال في حق زعيم الحزب الامام الصادق المهدي، وكل ما جاء على لسانه لا يمثل الحزب لأننا نقدر حزب الأمة ونقدس مواقفه وزعيمه ، إلى ذلك أعلن المكتب السياسي بالحزب الاتحادي الديمقراطي تبرؤه من نائب أمينه العام أحمد بلال عثمان، وقال الرئيس المناوب لجلسات المكتب السياسي د. أبوبكر عثمان ل(الوطن) إن تصريحات احمد بلال لا تمثل رأي الحزب لأننا مع حرية الإعلام وأن المكتب السياسي يعلن إعتذاره لكل الصحافيين عن الخطأ الذي ورد على لسان السيد وزير الاعلام لأنه لم يختار من قبل المكتب السياسي لشغل هذا المنصب الدستوري لأن إرادة حزبنا مزورة وعلى الاعلام أن يقدر موقفنا ونحن محرجين غاية الإحراج من مواقفه غير الموفقة على الإطلاق. وفي سياق ذي صلة أكد مساعد الأمين العام لشؤون الولايات الشريف على أن ما تحدث به نائب الأمين العام للاتحادي المسجل ووزير الاعلام لا يمثل لسان الاتحاديين ولا فكرهم، وأردف ل(الوطن) أن السيد احمد بلال تغمص شخصية المؤتمر الوطني على الرغم من جدارة الأخير في التعبير عن نفسه وأن الوطني ليس بحاجة لمن ينطق له إلى ذلك اتفق الرئيس الانتقالي للحركة الاتحادية الشريف صديق الهندي مع سابقه بان المؤتمر الوطني ليس بحاجة لمن ينطق بلسانه وفي ذات المنحى وصف القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل على السيد تصريحات احمد بلال بالمزايدة السياسية قائلا ل(الوطن) أن احمد بلال يزايد على المؤتمر الوطني وذلك بتمثيله في حرصه الشديد على النظام لكنه ليس أحرص منه على الاستمرار معتبراً أن ما يقوم به وزير الاعلام تمثيل على الحرص رغم من انه يعلم انه مجرد مستوعب في الحكومة منتقداً تصريحات احمد بلال بتهديده بإغلاق المزيد من الصحف وإنشاء محكمة خاصة للصحافيين قائلا مثل هذه التصريحات كان يجب ألا تصدر من وزير اعلام وكنا سنجد العذر إذا صدرت من غيره، وأمن السيد على كل ما ورد على لسان سابقيه في الحديث بان المؤتمر الوطني ليس بحاجة لمن ينطق بلسانه. الجدير بالذكر أن د. أحمد بلال عثمان لم يختاره المكتب السياسي لحزبه لشغل منصب وزير للاعلام وإنما فرضه الأمين العام للحزب د. جلال يوسف الدقير فرضاً بعد أن رفضه المكتب السياسي بالإجماع وإن دل إنما يدل افتقار الحزب الاتحادي للمؤسسية وتجاوز الأمين العام لصلاحيات المكتب السياسي -على حد قول - رئيس الحزب بالبحر الاحمر مولانا عوض الله الذي طالب الأمين العام بمعالجة خطأه وذلك بإعفاء د. بلال من منصبه وما بين هذا وذاك سيظل الحزب الاتحادي الديمقراطي (المسجل ) يدفع ضريبة قاسية للساحة السياسية على الرغم من غيابه منها وذلك بتصريحات ومواقف ممثليه في حكومة القاعدة العريضة، فالسؤال الذي يطرح نفسه هل يحتوي المؤتمر الوطني احمد بلال بعد أن تبرأ منه الاتحاديين ؟ ومن يمثل الآن الوطني أم نفسه ؟ وهل بلال يجيد التمثيل بتقمصه شخصيات من داخل المؤتمر الوطني أم انه أثبت فشله للمرة الثانية على التوالي؟