بينما الدنيا (قايمة) ولم تقعد بعد.. وشغلها الشاغل هو الاستفتاء ومالآته.. قامت الساحة الفنية ولم تقعد ولا نظنها تقعد قريباً.. والسبب سادتي هو سفر بعض المغنيات للمشاركة في احتفالات الشقيقة نيجيريا.. وعلى وجه التحديد ولاية مايدوقري.. وهي الولاية التي انطلقت منها الكثير من الأقاويل في رحلات مماثلة سابقة.. نعم قامت الساحة وهاجت وماجت، وطفحت على السطح الكثير من الإشارات ذات الايحاءات المختلفة.. قالوا إن المغنيات تهربن من كاميرات الصحافيين عند عودتهن بصالة الوصول بالمطار.. وقالوا إن بعض أعضاء فرقة مغني مشارك في الرحلة إعتدوا على مصور الزميلة (فنون).. وشاهدنا حلقة خاصة بالرحلة بقناة هارموني الفضائية عبر برنامج (مواجهة) الذي كنت أول من أعده وحرر له شهادة الميلاد. نعم تحدث الجميع بين مدافع عن المغنيات، وبين رافض، وبين متهم لبعضهن بإتهامات لا تفوت علي فطنة المتابع.. وبصريح العبارة نقول إننا نختلف مع الجميع.. ليس حباً في الإختلاف.. ولا هوى في طريقة (خالف تذكر).. ولكن لأن الموضوع أصلاً شائك ومتشعب.. غابت عنه أطراف كثيرة لها رأيها الواضح.. وغاب عنه رأي الدين.. فالجميع (مشكورين على اجتهادهم) لم تخرج أراؤهم عن الدفاع لمجرد الدفاع أو الإتهام دون أسانيد.. وإنما أخذ للناس بالشبهات. إن قضية سفر بعض المغنيات لخارج البلاد لم تتوقف عند نيجيريا.. ولكنها شملت دولاً أخرى من بينها دول الخليج.. وهن لسن أعضاء بنقابة الفنانين.. ومع ذلك لم يتحدث أحد عن هذه الرحلات لأن ليس هناك (الشريف مبسوط مني).. ومن هذا المنطلق تبطل ادعاءات البعض الذي يبكي على تشويه صورة الوطن وعلى غياب دستور نقابة المهن الموسيقية.. والأمر لا يتوقف عند المغنيات لأن المغنيين (الممثلين) بسمعة الوطن كثر خارج البلاد. عفواً هو ليس دفاعاً عن أحد ولكنه المنطق الذي يقول إنه يجب أن تحاسب قنواتنا الفضائية والسلطات المعنية بالفنون.. فهؤلاء المغنيات هن صناعة الفضائية السودانية وأخواتها من القنوات الفضائية الأخرى.. وبالتالي هذه القنوات هي الأحق بالهجوم.. لأن من تعترف به الدولة ممثلة في قناتها الرسمية ويعترف به المجتمع (غصباً) عنه.. من حقه أن يستخدم هذا الاعتراف ويشارك في ما يحلو له من مناسبات.. فلماذا نعترف بهن مغنيات في الخرطوم.. وغير ذلك عندما يتعلق الأمر بنيجيريا.المنطق يقول علينا أن ننتقد التلفزيون، والشروق، وهارموني، والنيل الأزرق، وننتقد الصحافة الفنية التي تنشر أخبارهن وصورهن وبالحجم (العائلي).. وأن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسبهن. المنطق يقول علينا أن نتحلى بالشجاعة ونتحدث عن غناء المرأة (حلاله وحرامه)، ونتحدث عن الكثير الذي يحرمه ديننا الإسلامي الحنيف في مثل هذه الأمور.. لأنه لا يعقل أن نحل الحرام ومن بعد ذلك نحرمه من باب سمعة الوطن وما شابهها.. فهذا منطق معوج وغير مقبول.. فالمسألة أكبر من سفر ومشاركة ودولارات تتناثر علي رؤوس المغنيات.. وأكبر من أخذ الناس بالشبهات.. وبكل الصدق والأمانة نقول إن كان هذا حالنا وهؤلاء هم سفراء وطننا العزيز وهذه هي قضايانا.. فإننا موعودون بماهو أسوأ مما نعيشه من واقع (نسأل الله السلامة).. وكان الله في عوننا وعون الوطن.