مازال الحديث يتواصل حول سفر بعض المغنيات لنيجيريا للغناء في ما يسمي حفلات الشريف.. ومن كثرة ما تواصل الحديث خلنا أن الأمر استعصى علي الجميع.. فقيام الندوات وحديث الصحافة والمجتمعات حول الظاهرة يؤكد ذلك.. مع أن الأمر لا يحتاج لكل هذه الذوبعة والإجتهاد للبحث عن حلول.. فلدى الحكومة دستور يحتاج للإجازة، وهو دستور الإتحاد العام للمهن الموسيقية.. وهوالدستور الذي بموجبه نضع حداً لكل الظواهر السالبة في مجتمع الفن.. فبلوائح هذا الدستور لا يستطيع كل من (هب ودب) أن يغني أو يسافر لتمثيل السودان في أي محفل كان، عاماً أو خاصاً.. وبهذا الدستور ستتوقف المهازل ورحلات العبث والبحث عن دولارات الشريف التي أصبحت حكايتها أغرب من الخيال.. وهي حكاية ليست همساً.. فالكل سمع عن (المساخر) التي حدثت وعن (كشف الحال) وعراك المغنيات بسببها.. وسمع عن المنازل التي شيدت من ريع حفل أو حفلين.. ولن نزيد من باب إحسان الظن بمن سافرن. حفلات الشريف فاقت حفلات (دار الإذاعة) و(أضواء المدينة) صيتاً وشهرة، وأصبح السفر إلى مايدوقري غاية الكثيرات.. ومن هناك فحدث ولا حرج.. (فضائح بالجملة) وإتهامات متبادلة بين من سافرن.. دون أن يستطيع أحد أن يوقف هذا العبث عند حده.. والمؤسف أن من يتبادلن الإتهامات.. يتبادلنها على صفحات الصحف.. دون حياء أو خوف.. لذلك كان من الطبيعي أن تتواصل المهزلة وتتواصل الرحلات.. وحقيقة أعجبنا موقف بعض مغنيات نجوم الغد، الاتي وجهت لهن الدعوة ورفضنها.. وهو درس مجاني كان من المفترض أن تستفيد منه الباحثات عن الدولار.. والثراء السريع.. من اللائي لم يوقفهن النقد ولا الندوات التي أقيمت.. ولا توجيهات الحادبين علي سمعة البلد وفنها . إن الأمر من وجهة نظر نراها صائبة، يتمثل في إجازة دستور الإتحاد العام للمهن الموسيقية وعلي وجه السرعة.. حتي يعود الضابط لما يحدث من تفلتات باسم الفن.. وهي تفلتات قد يراها بعض السادة المسؤولين مجرد عبث (لا يودي لا يجيب)، ولكنها خطيرة على المجتمع، وعلي نسيجه الإجتماعي وعلى مستقبل أجيال قادمة.. فالغناء الهابط (مثلاً) ليس بكلام يردد (ويشيلو الهواء)، ولكنه يشكل وجدان الشباب.. فالكلمة واللحن لهما من الأثر ما هو أمضى من غيره.. أما رحلات نيجيريا.. فيكفي تأثيرها علي سمعة البلد وعلى فنه.. والظلم الذي تحيقه بآخرين أبرياء وبريئات لا ذنب لهم غير أنهم ولجوا إلى عالم الفن.