من منا لم ينتابه شعور بالإحباط وخيبة الأمل بسبب أزمات وضغوط الحياة الكثيرة.. لا أحد! إذا توفرت للإنسان صفات النفس الذاتية الإيجابية القوية، فهي بمثابة خط الدفاع الأول ضد الاحباط، كما أن الإنسان كلما شغل نفسه بأدوار عديدة في هذه الحياة، كلما كان ذلك مصدراً لاحترام ذاته، كما أن القيام بالأعمال ذات القيمة والمعنى تجعل الإنسان يحترم ويقدر نفسه. كما أن مجال العمل لم يعد الوسيلة أو المكان الذي يمكن أن يمارس فيه الشخص أو يدعم الإحساس بالذات، نتيجة للتنافس الشديد، والذي يولد الضغوط والإحباط، فالعمل المهم في حياة كل إنسان ليس هو الوصول إلى احترام الذات على أنه غاية لها نهاية، وإنما انظر اليه على أنه عملية وحاجة نفسية تستمر باستمرار الحياة للإنسان، لذا أجعل من نفسك وكأنها عضلة عقلية تحتاج إلى التمارين والأنشطة النفسية، وإلا ستكون عرضة للإحباط أولاً، ثم الاكتئاب أخيراً. واليكم بعض الخطوات لبناء الثقة بالنفس: 1. تعرف على المميزات التي بداخلك وكيف تستخدمها ولا تربط نفسك بمجال معين، وافتح عقلك في أكثر من أمر وأكثر من مجال. 2. ردد الكلمات التي تدفعك للنجاح مثل (أحاول، سوف أتعلم، أفكر في هذا الموضوع)، ولا تردد كلمات التثبيط مثل (لا أقدر، لا استطيع)! 3. حدد نقاط القوة لديك.. خذ ورقة واكتب المميزات والقدرات التي لديك.. وإذا أردت أن تعمل مقارنة، قارن هذه المميزات والقدرات بالعمل الذي تقوم به. 4. لكل إنسان بذرة خير داخله فليبحث عنها، لتصبح نقطة انطلاق لنفسه ولا يهملها، لأنها إذا توقفت عن النمو، توقفت أنت عن الحياة. 5. بعد تحديد نقاط القوة لديك، انتقل لمرحلة تطوير النفس، وذلك بالترقي والتدرج والثبات.. لا تكثر على نفسك فتنقطع، مارس دائماً ولو فشلت.. فالفشل يبقى ماضٍ وأنت في الحاضر. 6. تخلص من عيوبك: لكل إنسان عيوب وهي عدو النجاح الأول، ولكي تتخلص منها يجب أولاً الاعتراف بوجودها، واكتبها على ورقة مثل (عدم الثقة في النفس، إفراط في الثقة في الآخرين.. الخ، ثم ابدأ بعلاج نفسك). 7. فكر بإيجابية تجاه نفسك فيما تنجزه من أعمال، خلال بطاقة تضعها أمامك وتسرد بها إنجازاتك ثم تكافيء نفسك عليها. 8. التوقف فوراً عن التفكير السلبي، وركز بدلاً عن ذلك في كيفية حل المشكلات، لأن الإنسان يحبس دائماً بنفسه في التفكير السلبي. 9. أما إذا تعرضت للانتقاد بسبب مشكلة في عملك، خذ نفساً عميقاً وابدأ في التفكير في كيفية حل هذه المشكلة بطريقة فعالة، لا تطيل التفكير أو تتجنب المشكلة، ولا تأخذ الانتقاد بشكل شخصي وكن موضوعياً، لأنهما عنصرا بناء الشخصية في محيط العمل. أخيراً: إذا كنت حزيناً، صور لنفسك الإنسان السعيد، كيف يبتسم، كيف يتكلم وكيف يعيش وكيف يأكل وكيف يشرب وينام.. قلِّد هذه الصفات وعش فيها أطول وقت ممكن، وعد اليها كلما راودك الحزن حتى تقضي عليه.. عش مثل الإنسان الواثق بنفسه، الجريء الثابت الأعصاب، الهاديء العقل، كيف يتكلم، وكيف يعامل الناس. عندما تستقيظ من نومك استشعر الاطمئنان وابتسم وقل لنفسك هذا يوم جميل، سأبقى طواله مرحاً قوي الإرادة، لا تهزني الأحداث والمتاعب.. وابتسم تبتسم لك الحياة.