كتب لها ذات مساء مسربل بالحزن مقطع مؤثر من نصوص هاربة من شباك الذاكرة المجهدة ، مقطع مضروب بمليون ألف شاكوش لشاعر تعيس يقبض على جمر الأيام ، إنتظرها على مسار الغيم ، هاتفته ممازحة والضحكة تكاد أن تدشدش حرير صدرها . يا زوووول ده كلام بتتصور إن الدنيا فيها حب تاني عاجلها وهو يتمطى مثل طائر خارج للتو من رحلة البيات الليلي يوووووووه يا صديقتي الأثيرة صحيح الدنيا ما فيها حب ولا يحزنون ولكنه كلام والسلام . هذا المدخل العفوي يؤكد تماما أن الدنيا ليس فيها حب و أن العالم شيع الحب إلى مثواه الأخير، وأن المصالح أصبحت تتحكم في علاقات البشر ، ربما يثور رجل رومانسي حتى النخاع أو و إمرأة ما زالت تطارد اقمار الحب أن الدنيا ما زالت بخير و أن الحب ما زال يركض في نسيج وشرايين بني البشر . لكن حيلكم نحن ندعى الرومانسية لأننا نفتقدها ونموت في أغاني الحب والحزن والذي منه لأنها تنسينا المآسي وغياب الحب بين البشر . خذوا مثلا الرجل الهمام حينما يلتقي بنصفه الآخر يفرش له السجادة الحمراء وحتى إن لم يكن شاعرا فإنه يحاول مناكفة ذاكرته لتدلق بعض الكلمات في حضرة الحبيبة ، وهاك يا رومانسية ويا حضور في حضرة الحبيب ، ولكن بعد ان تقع الفأس على الرأس ويكتشف كل منها خبايا الآخر تصبح المسألة هردبيس وآخر بهدلة . وإذا كان الرجل من فئة أحمق وعصبي أفندي فإنه ربما يسومها مر العذاب علقة في الصباح وأخرى في الليل بالقبضة الحديدية وبأي شيء يجده أمامه ، أما المرأة إن كانت شريرة وتمتلك قبضة قوية فربما تحفر بيديها آثار الضرب على جسد الرجل اللعين ، وفي تلك اللحظة الفارقة بين الحزن وغياب الحب ، لا يتذكر الرجل ولا المرأة تفاصيل لحظات الدهشة الأولى وكيف أن كل منهما كان يرسم للآخر صورة فائقة النكهة ، إنها الحياة التي إنعدم فيها الحب وأصبح شيح في ريح . أسمعوا هالقصة صاحبي الذي فارقته منذ سنوات طويلة إلتقيته في المطار بعد سنوات طويلة من الغياب والسفر والركض وراء مجريات الحياة , كان يجلس في مكان قصي في كافتريا المطار ويدخن بشراهة ، في تلك اللحظة حاولت إنعاش الذكرة ، وقلت في نفسي إنه فلان بن فلان ولكن إستبعدت أن يكون الشخص نفسه ، لأنه بدأ بدينا ومكتنز الجسم ، فضلا عن تغير ملامحه ، ولكن يبدو أن الرجل لمحني بطرف عينيه ، وصاح بإسمي ، ولأنني متحفظ وغتيت تجاه الآخر لم التفت وسرت في طريقي مثل تمثال الجرانيت ، الرجل ركض نحوي وطبطب على كتفي وفي تلك اللحظة إكتشفت أنه صاحبي القديم الذي غاب في مجاهيل الزمن ، بعد السلام والترحاب الرجل فضفض وتحدث عن رحلة حياته وسفراته وكيف أن أم عياله أو بت أم بعله كما يقول بعد الحب والريده والتضحيات ، إستطاعت بدهاء المرأة الماكرة أن تجرده من كل املاكه ، فهرب من السودان بحثا عن ملاذ آمن في الغربه وهو يلعن سنسفيل النساء والحب والذي منه