أحلام الطيّب : الخرطوم: في يونيو المنصرم وقعت كل من دولتي السودان ودولة جنوب السودان على اتفاق تبعته اتفاقية ثلاثية بين حكومة السودان وجنوب السودان وبرنامج الغذاء العالمي ممثلاً للأمم المتحدة بتوصيل مساعدات ضرورية إلى المتأثرين بالأحداث بجنوب السودان، والراجح أنه منذ اندلاع الصراع بين الفريق أول سلفاكير ميارديت وغريمه الدكتور رياك مشار، لجأ نحو مليون شخص من أبناء الجنوب صوب دول الجوار الحدودي السودان - أثيوبيا وأفريقيا الوسطى ويوغندا وغيرها، وتطلب ذلك الحاجة الماسة لمساعدات إنسانية عاجلة نتيجة للوضع الإنساني المتأزم هب على إثره المجتمع الإقليمي والدولي لتقديم مساعدات إنسانية لمتأثري دولة الجنوب على رأسها السودان. ويقول محمد أحمد آدم مفوض العون الإنساني في حديثه ل «آخر لحظة» إن عدد المواطنين من دولة الجنوب الموجودين بالبلاد بلغ نحو (180) ألف مواطن، معظمهم موزعون في ولايتي النيل الأبيض والخرطوم، بجانب تناثر البقية بالولايات الأخرى بالبلاد، واصفاً الوضع الإنساني بالجيد. ويرى خبير في الشأن الإنساني أن الجوار الحدودي باعتبار أن السودان الأكثر قرباً وتكلفاً والإسراع نحو تقديم المساعدات العاجلة كانت أحد حيثيات انطلاق المساعدات الإنسانية منه إلى الجنوب، ويقول إن أول خطوة نحو إغاثة الجنوب ابتدرها رئيس الجمهورية بالسماح لأبناء الجنوب والتعامل معهم كمواطنين وليسوا كلاجئين. بجانب إبرام الدولتين اتفاقيات التعاون الثمانية، التي نصت على وضع الترتيبات الخاصة بأوضاع المواطنين في البلدين كإطار قانوني يحكم العلاقة حول أوضاعهم لدى كل دولة، وهنالك اتفاق على المباديء الأربعة، منها العمل وحرية الحركة. ويقول الدكتور مطرف صديق سفير دولة السودان بجوبا إنهم تمت معاملتهم كمواطنين وليسوا لاجئين ويجب عدم تدعيم مرض متلازمة الاحتمال بوضعهم داخل معسكرات، مشيراً إلى أن المعسكرات نهب للمنظمات، بجانب أنها نوع من أنواع العطالة وتلقي الأغذية المجانية ومجال للاستقطاب السياسي. الأوضاع الإنسانية للمواطن الجنوبي ظلت صعبة ومتدهورة لا سيما عقب بداية الأزمة بين سلفا ومشار العام المنصرم ديسمبر. ويقول ميان دوت سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم في هذا السياق إن الوضع صعب، وأضاف إلا أنه لم يصل إلى مرحلة المجاعة حتى الآن، ونفى ميان تهديد المتمردين بسيطرتهم على الشريط الحدودي بين السودان وجنوب السودان، قاطعاً بأنهم لن يمثلوا أي تهديد على سير وتوزيع المساعدات للمتأثرين، وقال إنهم يسيطرون على منطقة فنجاك، فيما تسيطرالحكومة على الساحل الشرقي للجنوب، وأكد دوت لجوء نحو «100» ألف جنوبي إلى ولاية النيل الأبيض وغرب كردفان، بجانب «105» آلاف نازح داخل ولايات الوحدة. في وقت أعلنت الحكومة وصول أول قافلة للمساعدات الإنسانية لمتأثري جنوب السودان عبر السودان عبارة عن (18) شاحنة، أي نحو (62,800) طن متري من المساعدات تستهدف نحو (54) ألف متأثر في مناطق الحرب. المساعدات رغم محدوديتها إلا أنها تخفف قليلاً من معاناة المواطن الجنوبي، ويعضد ذلك القول بأن المساعدات تكفي لشهر واحد بالتعاون بين الحكومة والأممالمتحدة برنامج الغذاء العالمي، وأكد الشكوك حول وصول المساعدات الإنسانية نتيجة للأوضاع الأمنية، بجانب أن توزيعها أحد التحديات التي تواجه الشركاء الدوليين لتوصيل المساعدات لمستحقيها، إلا أن المفوض يرى أن أكبر ضامن لوصول المساعدات للمتأثرين وتوزيعها للمحتاجين بالجنوب اتفاق الأطراف الثلاثة الأممالمتحدة والحكومة ودولة الجنوب على مذكرة التفاهم على التوافق لتوصيل المساعدات للمحتاجين. ويقول آدم إن معيار توصيل المساعدات هو الحاجة الإنسانية وليس الاختلاف في السياسة، وشدد على ضرورة الابتعاد عن الاختلاف في السياسة، مؤكداً استعداد الحكومة لتوصيل المساعدات براً، نهراً وجواً إذا اقتضى الأمر. ووصفت الأممالمتحدة تدشين توصيل المساعدات للمتأثرين بدولة الجنوب بالانتصار الكبير، وتوقعت فاكون تورد نائب مسؤول المساعدات ببرنامج الغذاء العالمي، توصيل أرتال من المساعدات الإنسانية للمتأثرين، موضحة وصول نحو 450 طناً مترياً من المساعدات للمتأثرين بالمعارك، معربة عن امتنانها لحكومة وشعب السودان في تعاونهما لتقديم المساعدات للمتأثرين بدولة الجنوب. وأكد بيان مشترك صادر عن الشركاء الثلاثة أن تدشين المساعدات يعتبر خرقاً كبيراً يظهر الدرجة العالية من التعاون بين الأطراف الثلاثة وأبدوا ثقتهم بأن هذه الخطوة الأولى نحو مجهودات مستدامة لتوفير العون الإنساني من السودان لدولة الجنوب، مؤكدين التزامهم في استمرار تقديم المساعدات للمواطنين بدولة جنوب السودان. وتقول فالكون إن أكبر الداعمين لبرنامج الغذاء العالمي برنامج يو إس إى الأمريكي، حيث أسهم بنحو 600 طن متري للمتأثرين بالجنوب، مؤكدة أن الخطوة ستتبعها خطوات من أرتال الشاحنات.