بعد ان بدأ العد التنازلي لبطولة أمم أفريقيا للمحليين في فبراير القادم والتي سوف سيتم سحب قرعتها في نهاية نوفمبر القادم، بدأت الاستعدادات تسير على قدم وساق بالتحدي والاصرار ودخل الجميع في سباق رهيب مع الزمن ودخلت اللجنة المنظمة بل السودان كله أجواء الترقب والتوثب استعداداً لاكمال الترتيبات اللازمة لانجاح هذه التظاهرة والمونديال الأفريقي المرتقب وبدأت التعبئة محتشدة بكامل تفاصيلها من أجل ارتفاع وتيرة العمل الوطني لاعلاء شأن السودان استضافة وتنظيماً. ü وفي اجتماع عاصف ترأسه الوزير سوار ناقش الجميع الاستعدادات سواء في المركز أو مدني أو البحر الأحمر وحجم جاهزية المدن الثلاثة لاستقبال هذه التظاهرة وفي رأيي يجب ان يدق الجميع على وتر الخوف والقلق لأن هذا يفيد أكثر من التفاؤل المفرط والاستعداد بالعاطفة وحدها لا يكفي فلابد من وقفة تأمل وعمل حاسم ونزول اللجنة المنظمة إلى الميدان لتتفقد الاستادات شبراً شبراً حتى تقف على السلبيات ومعالجتها باسرع فرصة ممكنة لأن عامل الوقت لا يسمح بأي تراخ فالوقت كالسيف! ü حقيقة ليس مفاجاة أن تشيد لجنة التفتيش باستاد المريخ لانه يتمتع بملاءمة عالية وليس غريباً أن تبدي الملاحظات والتحفظات حول استاد الهلال فرغم الهوجة الإعلامية والزيطة التي واكبت العمل في تأهيله الا انها لم تلامس الأشياء المهمة والمعايير الواجب توافرها والتي تجعله مؤهلاً لاستقبال مثل هذا الحدث بصورة أكثر ملاءمة كما حدث باستاد المريخ ولكن ما يبعث على التفاؤل وجود مجلس يمكن الاعتماد عليه في في تهيئة الاستاد وتلبية احتياجاته لاستقبال مباريات البطولة وحسناً فعل الوزير سوار باعلانه السفر للثغر لمتابعة ما يجري هناك ولكنني انصحه بالتوجه أولاً لمدينة ود مدني فهي تبدو لي وارجو ان تخيب شكوكي وظنوني وبعض الظن لا يمثل اثماً لأن توقعاتي تشير إلى أن الأمور هناك مقلقة بشدة حيال استعدادات الولاية لهذه البطولة خاصة فيما يتعلق بجاهزية الاستاد ومسألة الملاعب الرديفة الأمر الذي يتطلب المراجعة وجلسة مصارحة مع والي الولاية البروف الزبير خاصة وهو رياضي أصيل وله أياد بيضاء في مشوار ترفيع الأفيال لمنظومة الممتاز وله مواقف داعمة للفريق مادية ومعنوية لمستها بنفسي عن قرب شديد ويعى الوالي جيداً ان أمم أفريقيا مناسبة عظيمة للولاية لكي تستعيد وهجها والقها بعد ادوار مدني التاريخية في المحافل الأفريقية، أما ما يجري في ولاية البحر الأحمر فهو أمر سار جداً وذلك باهتمام لا سابق له للوالي ايلا الذي اندمج مع الحركة الرياضية والشبابية بالولاية وأصبحت له بصمة قوية في البنيات التحتية واهتمامه بأمم أفريقيا وصل إلى حد توجيهه لكل وزراء الولاية في مستهل لقائه بهم بعد أداء القسم، توجيهه لهم بواجهة تحديات هذا الحدث بالجدية والمسؤولية ومن اللافت أيضاً ان ايلا تبنى تأهيل ملعب وسط المدينة الأمر الذي سيجعله ليكون مؤهلاً ليلعب دوره كملعب رديف لتدريبات المنتخبات الأفريقية وفي الوقت متسع لملعب رديف آخر طالما ان ايلا موجود هناك وهو الرجل الذي أخذ على عاتقه انجاح مجموعته بصورة تفوق كل التوقعات وأكثر ما ساعده على ذلك ان المجموعة تستضيفها المدينة التي تحولت لمجتمع نابض بالحياة والحركة. ü اتوقع مزيداً من التطورات لتفعيل آلية العمل والتنفيذ والاهتمام بالمشاكل العالقة ونتوقع ان تحظى البطولة بنصيب وافر من الاهتمام الرسمي والشعبي وان تتحول أهمية نجاحها لملحمة في حب الوطن.