من المعلوم لدى الجميع أن البروفيسور الزبير بشير طه والي الجزيرة ليست لديه اهتمامات رياضية تذكر، بعكس سلفه الفريق عبد الرحمن سر الختم، اللهم إلا نذراً يسيراً من التعاطف مع نادي جزيرة الفيل بحكم المولد والانتماء للحي العريق وحنيِّة الأهل. ٭ عطفا على ذلك فإن غيابه عن الساحة الرياضية بالمدينة لم يكن يثير الاستغراب أو يرفع حواجب الدهشة لدى الجميع.. ولكن مجريات الأحداث التي تشهدها البلاد سياسياً هذه الأيام وهي مقبلة على مرحلة جديدة تعقب الاستفتاء، وفي نفس الوقت تتأهب لاستقبال بطولة الأمم الأفريقية للمحليين التي ستجذب الأنظار نحو السودان وتعكس وجهه المشرق واستقراره الأمني. ٭ كل تلك المعطيات سادتي كان يفترض أن تحرك بوصلة والي الجزيرة للاهتمام بالحدث، خاصة وأن ولايته قد حظيت باستضافة أقوى مجموعة في البطولة وستكون محط أنظار القارة السمراء وغيرها من متابعي الشأن الرياضي، ولكنه مع الأسف واصل تجاهله للحدث الرياضي الضخم .. ربما على اعتبارأن الأمر كله لايعدو أن يكون مجرد كورة ولعب، وهما ليسا من أولويات اهتماماته وهو الرجل المجاهد الزاهد الورع. ولكم أن تصدقوا سادتي أن سعادة الوالي لم يتكرم حتى اللحظة بخطف رجله وزيارة مواقع العمل بالاستاد والملاعب الرديفة لتفقدها والوقوف على آخر الاستعدادات، كما ظل يفعل نظيراه والي الخرطوم والبحر الأحمر وهما يتفقدان سير العمل يومياً صباح مساء باستادات العاصمة وبورتسودان وتذليل كل العقبات والصعاب التي تعترض سير العمل. ٭ صحيح أن وزير الشباب والرياضة السيد عثمان الأمين أبوقناية ظل متواجداً دائماً في قلب الحركة، وهو يقود بحنكة ودراية اللجنة العليا المشرفة على استضافة المجموعة ويعمل ليلاً ونهاراً بدون كلل أو ملل متفقداً سير العمل بالاستاد ومدرجاته ونجيله وغرفه والملاعب الرديفة والفنادق.. وصحيح أيضاً أن العمل قد اكتمل تماماً ولبس الاستاد حلة زاهية، وأصبحت المدينة جاهزة وهي تفرد ذراعيها لاستقبال فعاليات البطولة واحتضان ضيوفها بكرم وأريحية أهل الجزيرة. ٭ ولكن تظل في القلب غصة على غياب الوالي شخصياً عن مجريات الأحداث، علماً بأن وجوده وزياراته التفقدية إذا تمت كانت بلاشك ستضخ مزيداً من الدماء في شرايين العمل الجاري وتذلل كثيراً من الصعاب التي دفعت الوزير المركزي حاج ماجد سوار جزاه الله خيراً لزيارة الاستاد والمساهمة في معالجة بعض التعثرات. ٭ سيدي والي الجزيرة لك أن تعلم أن كثيراً من الدول تحلم وتسعى جاهدة لاستضافة مثل هذه البطولة القارية وتسكب المال والجهد والوساطات في سبيل الفوز بشرف تنظيمها، نظراً لما تجود به من مكاسب جمة للدولة المضيفة، فها هو الحلم قد أضحى واقعاً بين يديك و«جاتك في عبك» فلم كل هذا التجاهل بالله عليك سيدي الوالي؟ ٭ جمهور ود مدني.. حوبتك جات عملت اللجنة العليا المشرفة على مجموعة مدني ما عليها وحققت نجاحاً مذهلاً في الإعداد والاستعداد لبطولة أمم أفريقيا للمحليين.. إذن الدور والباقي على جمهور ود مدني على وجه الخصوص للمشاركة والتفاعل مع فعاليات البطولة والحضور المكثف لإنجاحها جماهيرياً، تأكيداً على أحقية هذه المدينة المتفردة وأهلها في تنظيم البطولات.