حبيبنا البروف الرفيع حربي لك عاطر وخالص التحايا.. وأرجو أن تكون مرتاحاً وسعيداً ومسروراً وما زلت بين يديك.. وما زلت أتلو أمامك شكوتي وشكري.. وما زال زورقي ينزلق خفيفاً رشيقاً على نهرك الفضية أمواجه عسى أن يكون المرفأ آمناً وأخضراً ومنبسطاً.. ولكن وقبل أن أعرض عليك «اسلامي» وقبل أن أجعلك تتجول داخل تجاويف صدري وأن تكشف «ببطارية» شديدة الضياء آخر بوصة أو «ملي» في سويداء قلبي.. دعني «أتونس» معك قليلاً و «أشاغلك» في أناقة وبراءة ووداعة.. وأقول.. عجيب أمركم أيها الإخوان.. أنتم تخلعون على انفسكم ألقاباً شاهقة وعالية.. تتوهمون ولا أقول تأدباً «تنتحلون» مراتب ومراقي وأمكنة شديدة العلو.. مثلاً.. أنت وحسب أو عبر عمودك الأربعاء الماضية قد قطعت- ضمناً- بأن «الإخوان» لا محالة هم أهل القرآن..! صحيح أنها أماني والأماني «ما بقروش» وصحيح أيضاً إنها أحلام والاحلام مشروعة ومجانية حتى لو كانت بلا سقوف.. ولكن والله يا بروف «بالغت عديل كده» وانت تحلم بأن يعود على أيدي «الإخوان» عهد الخليفة الخامس والعادل عمر بن عبد العزيز.. يا راجل.. عهد عمر بن عبد العزيز «مرة واحدة» «يآخي» تواضع شوية وقل عهد هارون الرشيد.. أو المعتصم أو المتوكل.. أو الوليد.. أو الحجاج.. أو حتى «يزيد».. ذاك الذي وصف «تلودي» قلب القطار الذي «شال» محبوبه بقلب اليزيد.. و.. «قلبك أقوى من الحديد وأجبر من قلب اليزيد».. ورغم ذلك فإني أرى أنك متواضع.. لأن بعض إخوانك يطلقون على انفسهم و اخوة تنظيمهم «البدريون».. مرة كنت استمع أو كنت حضوراً لمحاضرة في بواكير الانقاذ الأولى بل كانت الانقاذ طفلاً يحبو.. كنت استمع إلى المحاضر حبيبنا وشيخنا المهندس الصافي جعفر «سندس» وهو يتحدث عن أحد صقور أو حمائم الانقاذ لا يهم ولا يفرق كان يقول عنه في حب عاصف.. أنه من البدريين.. ثم يطلب من الحضور «كبروا» ويكبر الإخوان ثم يطلب منهم مرة أخرى.. «تاني كبروا».. ويكبروا وأنا مذهول «مخلوع» لأنه وحسب علمي وفهمي ان البدريين وحدهم من شهد بدر الكبرى.. وهم ثلاثمائة واربعة عشر رجلاً أو ثلاثمائة وثلاثة عشر بدرياً معروفون بالاسم والقبيلة منهم المهاجرون ومنهم عدداً من الأوس وعدداً آخر من الخزرج.. ولم يحدثنا التاريخ عن «سوداني» واحد شهد بدر ولكن ماذا تقول لهؤلاء الأحباب «الإخوان» غير- لا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.. بالمناسبة يا بروف وأنت الرصين والأمين والصادق ألا يعتبر ذلك تزويراً في أوراق رسمية؟؟ يا بروف.. لستم وحدكم.. ولأن «الإخوان» في كل الدنيا قد نهلوا من نهر واحد و «غرفوا» «بالكيزان» من نبع الشهيد حسن البنا.. تجد أن لغتهم واحدة وفكرهم واحد وتوهمهم بأنهم وحدهم «الفرقة الناجية» نذهب بك إلى غزة.. والأحبة في حماس يدحرون «فلول» السلطة الفلسطينية.. ثم انفردوا بحكم غزة تماماً.. كانت السماء تجلجل بالاناشيد الدينية والفضاء يرزم بدوي الهتاف.. والذي كان تحديداً «خيبر.. خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود».. وبالأسف كله وبالحزن كله.. وبالأسى كله.. ما زال الأحباب في حماس يتلقون الضربات وما زال اليهود يمطرون القطاع بكثافة نيران هائلة.. وما زال الآلاف من الشهداء يسقطون بنيران اليهود والعجيب والغريب.. أنه وبعد نهاية كل معركة.. وبعد احصاء الخسائر البشرية يجد العالم أن الشهداء من ابناء وبنات وأطفال غزة يزيدون كثيراً عن الألف.. بينما خسائر اليهود لا تتعدى الثلاثين.. ويخرج الاسلاميون أو «الإخوان» في كل عاصمة عربية و هم يحتفلون بنصر «إخوانهم» في غزة.. و بكرة نتلاقى.