اندهش سكان العباسية ليله الاثنين وهم يستمعون لصوت الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، وياسر عرمان بوضوح من خلال مكبر الصوت، وهو يشق عنان فضاء المكان مخاطبين ندوة حزب المؤتمر السوداني السياسية.. ومما زاد من توترهم صياح أحد الأطفال مخاطباً والدته الواقفة على الباب المهدي وعرمان في العباسية، فردت والدته بنهره ياولدي مستحيل... لكن صوت الإمام وعرمان المسجل عبر الهاتف قطع قول كل خطيب.... فوسائل الفيديو كونفرس والهاتف أصبحت وسيلة من وسائل زعماء المعارضة للالتقاء بقواعدهم في الخرطوم بعد طول أمد مكوثهم في الخارج بسبب الخلافات السياسية مع الحكومة.. فبرغم ريح يناير الباردة إلا أن الحضور الحاشد من الشباب الذي ملأ دار حزب المؤتمر السوداني الذي ابتدر ندوته السياسية التي عنوانها الأوضاع السياسية الراهنة والاحتفال بأعياد الاستقلال.. ممثل منظمات المجتمع المدني البروفيسور بابكر محمد الحسن لم ينس المعتقلين السياسيين أمين مكي مدني وفاروق ابوعيسى متسائلاً عن سبب اعتقالهم في ظل دعوى الحكومة للحوار.. مشيراً الى أن توقيع نداء السودان ليس فيه ما يهدد أمن البلاد، بل ينادي بكافة حقوق المواطنين في الحرية والديمقراطية والعدالة، ودعا في ختام حديثه الى قيام دولة مدنية ديمقراطية، وفي ذات الاتجاه مضى البروفيسور محمد يعقوب شداد عضو قوى التحالف وممثل الحزب الاتحادي الوحدوي، الذي دعا الى توحيد الأحزاب في المعارضة وخص بدعوته حزب البعث لتغير موقفه من نداء السودان.. مشيراً الى أن الهدف واحد للمعارضة في أن تسقط النظام عبر توحدها وليس تفرقها، وفي ذات المعنى كان اتصال رئيس حزب الأمة القومي من القاهرة الإمام الصادق المهدي عبر الهاتف والذي لم يكن طويلاً ففي خلال عشر دقائق هنأ الامام الشعب على ضياع تلك السنوات بالاستقلال، مشيراً الى أن البلاد استقلت فعلياً في عامي 1956 وعام 1985م وما غير ذلك كان حكماً عسكرياً خطف البلاد من حريتها، وأسف المهدى على عدم نيل الشعب لثمرات الاستقلال.. ودعا القوى السياسية والشعب لتغيير النظام الحاكم الذي وصفه بالاحتلال الداخلي الذي يجب ان تستقل منه البلاد، ومن ناحيته لم يطل الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان في حديثه عبر الهاتف لحضور الندوة فاختصر دعوته للقوى السياسية بالتمسك بنداء السودان.. مشيراً الى أنه طريق الخلاص والخيار الأفضل للمعارضة وفي السياق جاء خطاب رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ ساخناً أخرج فيه كل هوائه المعارض، وشن هجوماً عنيفاً على الحكومة والمؤتمر الوطني محملهم تدهور البلاد الاقتصادي والسياسي، ومعتبراً نداء السودان خارطة طريق سياسية توحدت فيها المعارضة لمواجهة الحكومة ودعا الى انزال النداء الى كل المواطنين لإحداث الحراك السياسي، وفهم ما يدور من رؤية المعارضة، نافياً أن لا يكون هناك بديلاً للحكومة مستغرباً من سؤال أين البديل قائلاً البديل هو رؤية المعارضة المكتوبة والجاهزة من الآن فيما يعرف بالبديل الديمقراطي.. موضحاً بأن المعارضة لن تبكي على اللبن المسكوب وأنها قادرة على إحداث التغيير عازياً أسباب فشل الحكم في السودان منذ الاستقلال الى غياب الرؤى الوطنية والاستراتيجية وغياب المشروع الوطني الجامع.. داعياً السودانيين الى مقاطعة الانتخابات وجعلها معادلة صفرية بعدم خوضها خاتماً حديثه بان اتحدوا أيها الأحزاب في المعارضة في حين ارتفع صوت العود المدندن للفنان ابوبكرسيد احمد في أغنيات للوطن والحرية والعدالة...!!