بدأ نائب رئيس المؤتمر الوطني ابراهيم غندور في مؤتمره الصحفي الذي عقده أمس وهو يعلن مرشحو حزبه للمجلس الوطني ، هادئاً ومازح عدد كبير من الصحفيين بغرض إخراج المؤتمر الصحفي كما يرغب ، ووجد فرصة كبيرة في (التندر) علي بعض الذين تقدموا بأسئلة ولكن بطريقة دبلوماسية كون بعض الاسئلة لم ترق للمؤتمر وتحمل رأياً شخصياً أكثر من كونها محايدة وربما حدث ذلك بفعل مقدم المؤتمر أمين الاعلام بالوطني ياسر يوسف. ولم يتوعد غندور من يتوقع ان يتفلتوا ويخرجوا علي المؤسسية وهذا وارد خاصة وان الوطني قرر عدم الترشح في 30% من الدوائر وهو تنازل بطريقة غير مباشرة خاصة وأن بعض تلك الدوائر ترشح فيها حلفاء الوطني في الانتخابات السابقة وقال بشانهم : « الحزب سيتعامل معهم وفقاً للائحة والتي تقول كل عضو يترشح تحت اي مسمي يعتبر في حكم المفصول لخروجه عن المؤسسية « وشدد علي أن النظام الاساسي سيُطبق. وقد فاجأ غندور الحضور عندما ذكر أن المرشحين للبرلمان (دوائر جغرافية ونسبية) والبالغ عددهم (426) عضواً تم إختيارهم من بين (4) الاف عضو بواسطة (65) الف قيادياً مما يخال لك أن الوطني حزباً سوبر تنظيم – تلك المقولة التي ترهق غندور و (توجعه) كما أقر والمملوكة للكاتب الإسلامي المعروف عبد الوهاب الافندي – وهي أرقام تبدو مذهله لكن في نهاية الامر أن الوطني سمي مرشحيه وباهي غندور بمحدودية المرشحين من الدستوريون والذين لم يتجاوز عددهم أصابع اليدين الإثنتين أبرزهم الوزير مصطفي عثمان الذين ظل حاضراً في الحكومة والبرلمان لسنوات طويلة ولكن مع ذلك سيكون الشتاء طويلاً بكل حال علي الحزب الحاكم خاصة وان ثمة ملاحظات جديرة بالإشارة اليها في هذة المادة وهي : أولاً : حال النظر للولاية التي ينحدر منها غندور نفسه – النيل الابيض – فالملاحظ في دوائرها ان إثنين من المرشحين صديق يوسف (الجبلين) وأحمد عبد الله (ربك) ينحدران من عشيرة واحدة وهما ابناء عمومه ، فضلاً عن أن نائب القطينة الحالي صديق دروس الذي تم إستبعاده مثلت تلك الخطوة مفاجأة خاصة وان غندور كان داعمه بشكل مباشر في العام 2010 في وقت كان دروس غير مرغوباً فيه وللمفارقة أن الاخير نظم حملة ضخمة بخلاف بقية المرشحين في الخرطوم وملأت صورة وبرنامجه الصحف عبر إعلانات مدفوعة القيمة وقتها ولعل دروس دفع ثمن تصريحاته الجريئة في البرلمان منها التصريح الشهير عندما قال أن الحكومة تُعين الاُميين. وتم الان إختيار سليمان مبلول لدائرة القطينة وهو شخصية حولها خلاف كبير في بحر أبيض وو أمر معروف للكثيرين. ثانياً : يلاحظ أن الوطني أبعد شخصيات نافحت تحت قبة البرلمان وجملت وجه المجلس الوطني باظهار صفة الحيادية أمثال عواطف الجعلي (نهر النيل) ومهدي أكرت (شمال كردفان) .. فالاولي ظلت تنادي بالاصلاح قبل أن يخطو الحزب نحو الإصلاح وظلت تقدم أراؤها بشكل قانوني وموضوعي منها عدم قانونية تقديم والي شمال كردفان احمد هارون لتقرير عن نهضه تنموية يقودها في ولايته. أما أكرت فقد ظل يتحدث الفساد بشكل جهير دون وجل أبرزه حديثه المتكرر عن وجود تجاوزات وفساد في بنك الثروة الحيوانية ولم يتقدم الاخير ضده بشكوي بشأن إشانه السمعة – إن كان حديثه غير دقيقا – وهو أمر مثير للريبة. كما ان عواطف وأكرت كانا قريبين من الاصلاح الان ولعل إبعادهما يقربهما الان من الإصلاح وخطوة الإطاحة تعد رسالة سالبة تشئ بأن الحزب يضيق ذرعاً بأبنائه من أصحاب الرأي الاخر. وو تهديد مبطن للجدد بعدم الصدع بالرأي الذي يمليه عليهم ضميرهم. ثالثاً : خلت قائمة المرشحين من الشخصيات الإعلامية – وأعني غير الصحفية بعد الاختيار الموفق للزميلة العزيزة أمنه السيدح – وكذلك من شخصيات رياضية معروفه مثل جمال الوالي وقد مثل تجاوزه وجود راي حوله داخل الحزب رغم أن الوالي من الممكن جداً أن يكون الشخصية الثانية مباشرة في الوطني بعد الرئيس البشير والذي من الممكن ان يترشح دون الحوجة لسند حزبي وللمفارقة يمكن ان يخوض التنافس في أي دائرة خارج ولايته – الجزيرة- فبالنسبة للإعلاميين من المفارقة أن وزير الإعلام ياسر يوسف وهو أمين الاعلام بالحزب تم ترشيحه بدائرة القضارف الغربية وهو ظل يتحدث عن إيلاء الإعلام والإعلاميين إهتمامه وهو مالم يحدث الان رغم قيام مؤتمر ناقش قضايا الإعلام وم شريحة كان الاولي أن يتم تمثيلهم وقد تم تمثيل المسرحيين في شخصية علي مهدي الذي يكاد يكون هجر التمثيل. رابعاً : ظل الوطني يتحدث عن التغيير وهو لم يحدث بشكل مطلوب ومقدر في الاختيار الذي تم وقد قال غندور أن نسبة التغيير بلغت (53%) وسط المرشحين وربما بالمراجعة يلاحظ ان النسبة أقل من ذلك بل أن بعض الولايات لم تتغير وجوة المرشحين مثل الشمالية (عصام ميرغني – حلفا- ، بلال عثمان بلال – دنقلا – صلاح عبد الله قوش – مروي – ومصطفي عثمان – القولد) – مع ان قوش وبلال يستحقان التواجد في البرلمان وعن جدارة- وإجمالا فأن الوطني فشل في إمتحان التغيير ووضح ذلك في كثير جداً من الاسماء المتكررة خاصة في قوائم المراة مثل سامية أحمد محمد. خامساً : للمرة الثانية يتم تسمية الامين العام للحركة الإسلامية الشيخ الزبير احمد الحسن بدائرة الدامر الغربية مع ان رمزية الزبير ومكانته كانت تقتضي أن يكون في القائمة النسبية القومية وعدم حدوث ذلك رسالة سالبة أن الوطني لايعطي الحركة الإسلامية قدرها وقس ذلك لو كان الامين العام الاسبق د. حسن الترابي موجوداً ، الامر الثاني أن الزبير جاء علي حساب الشباب حيث كان مرشحاً معه معتمد الدامر الاسبق عمار باشري والغريب أن الاخير تم إبعاده من منصبه القيادي كأمين للمنظمات بالحزب. ومسالة الزبير تقود الي حالة غندور نفسه الذي نأي بنفسه عن دائرته (الحلفايا) والتي شهدت إحتجاجات في الاونة الاخيرة وهذا يعني أن غندور يريد أن يكون في مأمن من اي مخاشنه وقد برر وجوده في القائمة النسبية القومية أنه نائبا لرئيس الحزب هو وبكري مع ان نائب الرئيس حسبو سجل موقفا قوياً وأصر ان يكون في دائرة وسط اهله بشرق دارفور. سادساً : الاختيار الذي تم في شمال دارفور أوجد ثلاثة مرشحين من قبيلة واحدة وهو الامر الذي نبه اليه الزميل ابراهيم بقال ولم يقدم غندور إجابة شافية بشأنه ومعلوم التوازن القبلي البائن في ولايات دارفور عموماً. سابعاً : كان غير متوقعاً اختيار وزير الخارجية علي كرتي في دائرة شندي شمال بعد أن اعلن رسميا زهده في الترشح وهذا الاختيار سيصيب البعض بالحنق سيرون ان المركز تعمد إبعادهم. وربما هناك أخرين مثل كرتي.