كثيراً ما وجهنا انتقادات لاذعة نحن وغيرنا من الزملاء على خلفية «التحنيط» و«التعسيم» الذي أصبح سمة ملازمة لبرامج قناة الشروق الفضائية، وأدى لنفور الجمهور منها، ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها ضعف العقلية التي كانت تفكر في ذلك الوقت للبرامج التي كانت تولد «ميتة» وليس لها أدنى علاقة بالابداع والتطور، بجانب ضعف مقدرات معظم المنتجين في القناة الذين أصبحوا موظفين وابتعدوا بذلك عن الابداع والمبدعين، وغيرها وغيرها من الأسباب التي عجلت بمغادرة الجمهور لشاشة الشروق لأنها ابتعدت عما يطلبه الجمهور، وبات أيضاً لا يطلبها وغير راغب فيها إلا من رحم ربي من بعض البرامج التي تعتمد على كاريزما وخبرات وموهبة المذيعين فيها مثل برامج سلمى سيد و«المحطة الوسطى» للحبيب والصديق الغالي الأستاذ طلال مدثر، ودون ذلك تتجسد فيه مقولة القيادي نقد عليه رحمة الله «حضرنا ولم نجدكم». لذلك طالبنا كثيراً بإحداث ثورة حقيقية في برمجة القناة وقلنا إن هذه الثورة لن تتم إلا باقالة وإزاحة مدير البرامج في القناة المدعو أسامة إبراهيم الذي فشل رغم الفرص الكثيرة التي منحت إليه مثل المطر في رسم هوية واضحة وصورة جمالية غنية بالمواد الجاذبة والقيمة، بل فشل حتى في إثبات أحقيته بالجلوس على هذا الكرسي، والحمد لله تم ذلك وتم إبعاده والاستعاضة عنه بشخصية ساندناها كثيراً وما زلنا نساندها وندعمها بكل ما أوتينا من قوة ألا وهي الدكتورة إشراقة الطاهر، فنحن لا نساندها لعلاقة صداقة شخصية تربطنا بها والحمد لله لم يعرف عن كاتب هذه السطور ذلك فلا نسخر أقلامنا لتمجيد أشخاص ضعيفي الموهبة، ولكن إشراقة تفرض عليك مساندتها فهي تركيبة مختلفة في الابداع والنشاط لا تعرف الجلوس في المكاتب الوثيرة وتتبع برمجتها خطوة بخطوة مع امتلاكها لكاريزما القيادة العالية والواعية والمستنيرة والمتفتحة ممزوجة بقوة الشخصية، ووضح ذلك سريعاً في شاشة الشروق فلم تمهل اشراقة المتربصين بها والمترقبين لفشلها كثيراً ولقمتهم حجراً من سجيل، وبدأت شاشة القناة تتحرر تدريجياً من التحنيط والتعسم وغيرت جلد برمجتها كلياً للأفضل في المحتوى والمضمون عبر برمجة جديدة، لا يمكننا الحكم عليها الآن مطلقاً، ولكنها خطوة موفقة للغاية رغم تحفظاتنا الكثيرة في إيقاف أميز برامج القناة «المحطة الوسطى» التي يقدمها الأستاذ طلال مدثر وسوف نعود لهذا الملف بالتفصيل، ولكن أشكال وأسماء القوالب البرامجية الجديدة موفقة للغاية ولا تشوبها أي شائبة، فقط تبقى طرق التنفيذ الصحيحة لها وكيفية الاختيارات للضيوف ومقدمي البرامج حسب هذه الحلقات، ولا أعتقد بأن إشراقة يفوتها ذلك فهي تستوعب كل هذا جيداً، وبدأت بأهم الحلقات المفقودة بالشروق وهي الحلقات المباشرة التي أنزلتها إلى أرض الواقع سريعاً عبر تميزها في افراد مساحات مقدرة جسدها مبكراً لأعياد الاستقلال ضربت بها كل القنوات المنافسة والتي امتدت لقبل وأثناء وبعد هذا الاحتفال، وحققت بذلك نقلة نوعية في البرامج التفاعلية لشاشة الشروق، ونقول لإشراقة الخطأ وارد في المراحل الأولية فهذه سنة الحياة بالطبع في كل البرامج، ولكن الوقفة القوية خلفها تكسبها الكثير من الثبات والتميز لتخطي جميع العثرات السابقة، وأعتقد أن المهندس الإنسان محمد خير فتح الرحمن لا يتردد في منحك كل الصلاحيات المطلقة لانجاز مهمتك على أكمل وجه فهي في الأول والآخر تنصب في مصلحة القناة وهي المستفيد من جهدك وفكرك ومتابعتك، ونحن من خلفك ونشد من أزرك وندعمك كما قلنا، فقد صببنا كل رهاناتنا عليك، وما زلنا نؤمل كثيراً في مقدراتك بتغيير شاشة الشروق وتضميد جراح برامجها فإنني بمثابة الفكر المشرق للقناة. و.. و.. و.. أعشم أعاين ليك اشوفك معاي انا بس واعيش معاك الريد بالعلني ما بالدس