شهدت عاصمة جنوب دارفور «نيالا» على مدار يومين مظاهرات وأحداث شغب عارمة على إثر مقتل أحد المواطنين يدعى أحمد محمود داؤود على يد نظامي رمياً بالرصاص داخل السوق الشعبي أدت إلى إغلاق المتاجر والمدراس وإيقاف المواصلات بنيالا، وكانت الاحتجاجات انطلقت «مساء أمس الأول» من دار العزاء بحي كرري بعد تجمهر ذوي القتيل وتوجههم لمقر أمانة الحكومة وطالبوا بالعدالة، وعلى الفور خاطبهم قائد الفرقة وأعلن لهم عن القاء القبض على الجاني واتخاذ الإجراءات القانونية والتحفظ عليه في السجن، وتجددت الاحتجاجات صباح اليوم التالي «الثلاثاء» وأدت إلى إغلاق المؤسسات والأسواق وتصدت الشرطة للمحتجين بالغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين ولقي أحد المواطنين مصرعه داخل طاحونة بعد التفاف سير المروحة حول رقبته عقب احتمائه بها هرباً من أعمال الشغب وأصيب 6 أشخاص بينهم امرأة بجروح نقلوا على إثرها إلى مستشفى نيالا لتلقي العلاج وعادت الأوضاع إلى الاستقرار بعد سيطرة الشرطة على الموقف، وعقد والي جنوب دارفور اللواء آدم جار النبي مؤتمراً صحفياً بمبنى الأمانة وكشف عن تفاصيل الحادثة وقال إن خلافاً دب بين طرفين قتل على إثره أحد المواطنين والقي القبض على الجاني وحرزت أدوات الجريمة ووضع في السجن، مشيراً إلى استلام ذوي المجني عليه للجثمان ودفنه، منبهاً إلى عدم وجود مبرر للاضطرابات وإثارة النعرات، مؤكداً أن القانون هو الفيصل، ووجه الوالي اتهاماً مباشراً لمن أسماهم بالمتفلتين والمندسين والحركات المسلحة بالوقوف وراء الاضطرابات والتظاهرات، ولفت إلى حمل بعض المواطنين للسلاح أثناء الاحتجاجات، كاشفاً عن إصابة «9» أشخاص نتيجة التدافع في الاحتجاجات بينهم «5» نظاميين. ومن جانبه أكد مدير الشرطة بالولاية اكتمال الإجراءات القانونية في مواجهة الجاني والتحفظ عليه، منبهاً إلى أن المتظاهرين أغلبهم من النساء والأطفال وعدد من المتفلتين، مؤكداً أن الوضع تحت السيطرة وأنه تم التعامل معهم بالحكمة اللازمة من قبل الشرطة.