وأما «أبو هاشم» المدعو له بطول العمر والعيش الكريم، فإنما هو أي «ميرغني» جلس على السجادة الختمية، وأمسك بكامل خيوط الحزب الاتحادي الديمقراطي راعياً ومبشراً ونذيرا. «عاش أبوهاشم» مفردتان هتافيتان تعنيان التأييد المطلق من قبل الحزب، والطائفة لأية خطوة يخطوها زعيم الطائفة ورئيس الحزب، تتماشى وتتوافق مع جماهير الحزب والطائفة. منذ أن أعلن مولانا السيد محمد عثمان الميرغني وعلى لسان الأمير أحمد سعد عمر، عن مشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل» في الانتخابات العامة، توقعنا أن يواجه قراره الشجاع ذاك بنيران ضارية، تهاجم دون هوادة هذا المسلك الحضاري، خاصة من أولئك الذين اتخذوا من بعض أصنام المعارضة التقليدية ولياً ونصيراً. ولم تخب التوقعات، ولا راحت الظنون سدىً لتصبح هباءً منثوراً في سماء الواقع السياسي. نيران كثيفة، ومفردات مخيفة.. وعبارات سخيفة لا تنم عن احترام الرأي صدرت من البعض في حق رجل هو أحد رموزنا الوطنية، من الذين لا نشهد لهم إلا بالحكمة والتأني في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وهي حكمة موروثة من لدن «أبو الوطنية» المغفور له بإذن الله مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه وأرضاه.. نعم.. حكمة موروثة من لدن «السيد علي» مروراً بالراحل المقيم مولانا السيد أحمد الميرغني عندما كان ممسكاً بخيوط العمل السياسي وتفاصيل عمل الدولة، وصلاً بالسيد محمد عثمان الميرغني ثم بالسيد جعفر الذي دخل القصر مساعداً للرئيس إلى جانب آخرين في رمزية وجدت التقدير عند كل ألوان الطيف السياسي. نيران الانتخابات الآن جعلت المياه تغلي والدماء تفور وخرج تجار السياسة من بيوتهم وقصورهم للبيع والشراء، وحاولوا تحييد المستقلين، وحملوا هم أنفسهم لقب «المستغلين» الذين يريدون استغلال كل الظروف من أجل محاربة النظام، واستغلال الجميع وصولاً لتلك الأهداف التي تزعزع الوضع أكثر مما تجعله مستقراً، وتشعل نيران الحرب بعد أن أوشكت أن تنطفيء. نحيّي السيد محمد عثمان الميرغني، ونحيّي السيد الحسن الميرغني والأمير أحمد سعد عمر.. ونهتف لأول مرة بالصوت العالي: «عاش أبوهاشم».. و.. عاش السودان حراً مستقلاً أبياً.