دعت دول قليلة (لا تتجاوز عدد أصابع اليد) الولاياتالمتحدة إلى فتح تحقيق في أعمال القتل والتعذيب التي كشفت عنها وثائق سرية أميركية نشرها موقع ويكيليكس على الإنترنت.. كما طالبت منظمة (هيومن رايتس ووتش) العراق بالتحقيق في الوثائق.. ودعت بعضها في بيان الولاياتالمتحدة إلى فتح (تحقيق جاد وبشفافية تامة) حول ما تضمنته تلك الوثائق المنشورة من معلومات عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.. وأكدت المسؤولية القانونية المباشرة للولايات المتحدة عن الجرائم والانتهاكات كافة التي ارتكبتها قواتها في العراق.. وفق ما نصت عليه المواثيق الدولية.. وطالبت الأممالمتحدة والأسرة الدولية بإتخاذ خطوات حازمة للتحقيق في هذه التجاوزات، وإنصاف وتعويض المتضررين من أهل العراق (بعيداً عن الانحياز أو ازدواجية المعايير.) كما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنه يتعين على العراق أن يقاضي أولئك المسؤولين عن التعذيب والجرائم الأخرى.. وأضافت أن الحكومة الأميركية يجب أن تحقق أيضاً فيما إذا كانت قواتها خرقت القانون الدولي عندما سلمت معتقلين للقوات العراقية، على الرغم من وجود مخاطر مرتفعة لوقوع تعذيب .هذه هي بعض الأنباء التي تناقلتها وكالات الأنباء عقب الفضيحة العالمية المدوية.. ولا نود أن نقول إنها مثلها، وأي أخبار تعقب الكثير من فضائح وانتهاكات الدول العظمى، ثم بعد ذلك يكون مصير الأخبار والمطالبات (ذهب مع الريح).. إذ لا تعقبها أي ردود أفعال أخرى ولا تصاحب الأقوال أي أفعال.. وهو ليس بجديد علينا.. فقد أدمنا أسلوب الشجب والاستنكار والإدانة.. وعدا ذلك (لم ينجح أحد).. وفي الوقت ذاته تستعد دول البغي والإستكبار التي نسميها الدول الكبرى في ترتيبات سيناريوهات لفضائح وانتهاكات جديدة في عالمنا الإسلامي والعربي.. وهذه الترتيبات والخطط ليست بخافية على أحد.. وهي تحاك نهاراً جهاراً لأنها لم تجد ما يوازيها من ردود افعال إسلامية ولا عربية.. والشاهد أن إسرائيل ما زالت تعيش مسلسل الدلال والعنجهية.. وتواصل انتهاكاتها واستفزازاتها لإخواننا الفلسطينيين، وبالتالي كل العرب والمسلمين.. فهي تحدثنا بلسان (مستفز) عن السلام.. وفي أرض الواقع تواصل بناء المستوطنات.. هذا غير ما أحيك ويحاك من مخططات استهداف السودان وتقسيمه.. وفي كل مرة يظهر الإستهداف بوجه سافر وقبيح وجديد.. تارة بالمحكمة الجنائية الدولية.. وتارة بمزاعم الإبادة الجماعية في دارفور.. وتارات أخر بالإستفتاء.. وحكومتنا المسكينة تجاهد وحدها كما يجاهد هناك أخواننا الفلسطينيون.. والبقية عبارة عن مشاهدين في مسرح الأحداث ويجهلون أن العرض القادم سيكون على خشبة مسارحهم .إن قلنا ما يحدث مؤسف.. فذلك لا يكفي.. وإن قلنا مؤلم حد البكاء بدموع الدموع الدم.. فالوصف لا يفي .. فماذا عسانا نقول وبأي دموع نبكي هواننا.. ألسنا نملك سلاح الإيمان.. ألسنا نملك سلاح البترول.. لماذا نوجه أسلحتنا في وجه بعضنا البعض وعدونا ظاهر بيِّن يستعرض عضلاته في الحلبة .إن موقف الدول (القلة) التي أسمعت صوتها ورأيها في الفضيحة العالمية والجريمة النكراء ضد العرب والمسلمين والإنسانية.. هو موقف يستحق الإحترام، وإن كان وحده لا يكفي.. ولكنه كما يقول مثلنا الشعبي (الكحة ولا صمة الخشم).. ف (الكحة) أحياناً تعبر عن مدى استشعار حجم الأمانة التي هي يوم القيامة خزي وندامة، إلا لمن أداها كما يجب أن تؤدى.. أما منظمة (هيومن رايتس ووتش) فهي لا تعنينا في شيء ولا نرتجي منها رجاء.. فكم من مرة شجبت وأدانت وطالبت) فمن الذي أعارها اهتماماً ومن الذي لبى لها طلباً.