أطلق المولود الجديد (آخرلحظة) صرخته الثالثة – بعد صرخة حقيقية أولى في العام 1967م،وثانية في العام 1999م - في أمسية دافئة بداية شهر يوليو من العام 2006،بحضور الراحل الأستاذ حسن ساتي رئيس مجلس إدارة آخرلحظة والأستاذين مصطفى أبوالعزائم رئيس التحرير والهندي عزالدين عمر نائب رئيس التحرير؛وكان مولودا ولد بأسنانه مادام به هذه الكوكبة الفريدة في عالم الصحافة،بجانب والدنا مؤسس الصحيفة ومالك اسمها محمود أبوالعزائم رحمه الله،وهي التجربة التي هزت عرش الصحافة السودانية؛وكما حمل الترويج لها بنهاية مونديال كأس العالم وبداية مونديال الصحافة.. الترويج الأول حمل فكرة ثلاث صحف في صحيفة واحدة،وهو الماكيت الذي سنته وحملته جميع الصحف القديمة والصادرة بعدها..فقد تجاور في الصفحة الثالثة الوالد عليه رحمة الله بعموده اليومي الشهير (من قريب ومن بعيد) و(شهادتي لله) لافض فوه للأستاذ الهندي عزالدين،وجاءت الأخيرة تحمل سيناريوهات الراحل والإعلامي الرقم حسن ساتي وشقيقنا الأستاذ مصطفي أبوالعزائم ببعد نظره وقرب مسافته.. صرخة شهدتها المطبعة الدولية وهي تبدأ طباعة أولى نسخات الصحيفة،وهو مايحسب لآخرلحظة أنها عبدت الطريق وسفلتته لبقية الصحف لتخوض تجربة الطباعة بالدولية من بعدها،ولازلت أذكر (عشوة) الفول المصلح بالبصل الأحمر وبعدها (كوَرة) اللبن الحليب..والتي تناولناها مع العاملين بالمطبعة ونحن نترقب الصرخة الأولى.. لازلت أذكر اليوم الثالث للصدور ونحن نتوجه لمدينة أم درمان من المطبعة الدولية مودعين الباشمهندس حمد الجاك مديرها وواضع لبناتها اللأولى،كنا نستقل عربة أمجاد وذلك عند الساعة الثالثة صباحا،وكنت أحمل ثلاثة نسخ من عدد الغد وأنا أطير من السعادة والفرح،حتى أنني قمت بإعطاء سائق العربة الأجرة نسخة من الصحيفة،وأنا أمازحه قائلاً:أنت السوداني الوحيد الشايل عدد بكرة.. مرت أربع سنوات وتصدعت الشراكة بخروج الأستاذ الهندي ليؤسس شركته وصحيفته الخاصة بشراكة جديدة مع ناشر جديد،وسارت صحيفة آخرلحظة رغم التصدع نحو بر الأمان؛وحافظت على موقعها في الصدارة لأربع سنوات متتالية،لتتوالى سنوات أخرى أربع ويقضي الله أمرا بخروج الأستاذ مصطفى أبوالعزائم – سيد الأسم – ليبدأ في تأسيس شركته المتعددة ويصدر صحيفته الخاصة (السياسي)؛لتبدأ معها مسيرة جديدة لن يتأثر أي من طرفيها بأي حال من الأحوال بمايجري تحت الأرض.. آخرلحظة دخلنا عالمها لننهل من معرفة وخبرة قل أن يجدها صحفي تحت سقف مؤسسة صحيفة واحدة..عاصرنا حسن ساتي والهندي عزالدين،وتواصلنا مع أستاذنا طه النعمان،ومؤمن الغالي وخالد ساتي وسعدالدين إبراهيم،وداليا حافظ وزاملنا عثمان شبونة لأيام وإن كانت قليلة،وأستاذنا عبدالباقي الظافر الذي أحمل له ودا وإحتراما متناهيين..ليأتي عبدالله الشيخ ود.وليد العوض،والعزيزة أم وضاح،وكل نجوم الصحافة الذين تناولنا منهم بعضا من خبراتهم وإبداعاتهم.. شكري يمتد أمتنانا واحتراما لهذه الصحيفة العملاقة التي أجد فيها رائحة والدنا محمود أبوالعزائم،وأتنسم أنفاسه وتتماهي كلماته المكتوبة أمامي،شكري يمتد لهذه الصحيفة التي جمعتني بشريكتي وأم عيالي (بنت العجيمية)،شكري يمتد لرئيس مجلس إدارة الصحيفة الباشمهندس الحاج عطاالمنان الرجل (الحقاني) والإقتصادي الضخم ولأركان حربه استاذنا و(معلمنا) علي فقير عبادي،وأبوالنسب سيد/مأمون العجيمي..وللشيخ الذي (أحترم) معتصم العجيمي..ولأستاذنا الرقيق –كما سماه أستاذنا الهندي – عبدالعظيم صالح الذي تعلمنا منه الكثير من فنون العمل الصحفي التي لن أنساها ماحييت.. نترك آخرلحظة ونحن نحمل ودا لن (يُهدم) مع من صار بيننا وبينهم لحما ودم..نترك آخرلحظة وفي القلب فرحة أن المسيرة ماضية وكل أمنياتنا للجميع بالتوفيق والسداد،فالصحف تنجح بالبيئة الصالحة والتواصل بين إداراتها ومنتسبيها،وهو حال هذه الصحيفة؛التي ماحدث حدث إلا وكانت إدارتها حاضرة وموجودة في أفراحنا وأتراحنا والكل شهود. أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه،متمنيا أن يحفظ الله الجميع موفقين وناجحين ومستمرين بإذنه تعالى في مسيرة النجاح.