واليوم يا أحبة.. نكتب تحت نفس العنوان.. الذي أرقنا مداداً كثيراً له.. واليوم نواصل.. إيراد تصريحات أحبابنا من الإخوان.. التي تثير الفزع أحياناً والجزع حيناً والدهشة مرات والضحك العاصف مرات.. نكتبها كما وردت على ألسنة أصحابها ساخنة بل مشتعلة ونرد عليها ملتهبة وكأنها كتبت بأعواد مشاعل.. واليوم يندرج كل حديثنا عن دين الله المطهر الذي يتحدث أو تحدث به بعض أحبابنا من «الإخوان» ولأن الحصة «دين» باسم الله نبدأ.. واليوم مع الاستاذ حسبو محمد عبد الرحمن.. ولأنه يشغل منصباً رفيعاً في الوطن.. ولأنه نائباً لرئيس الجمهورية نورد تصريحه أو قوله كاملاً.. قال السيد النائب حسبو بل «أكد إن الانقاذ هي النسخة الثانية للثورة المهدية.. إن الهدف واحد ويتمثل في تمكين دين الله في الأرض.. نحن لا نقاتل اعداءنا بالقوة المادية لوحدها انما بالروحانيات والايمانيات» انتهى.. ولسيادته نقول.. أولاً وقبل الدخول في حرف من التفاصيل.. نقول إن الثورة المهدية نفسها لها أكثر من نسخة.. فأي النسخ تعني.. مثلاً كانت الثورة المهدية وفي بداية عهدها وقبل ان تنطلق خيول فرسانها.. كانت تدعو و «ترص» الناس وتبشر بفجر جديد.. و «تسر» للخاصة انما هي تكليف من فوق سبع سنوات وان مفجرها أو الداعي لها في ذاك الحين هو «مهدي الله المنتظر» وإلى هنا سعادتك هذه نسخة من الثورة المهدية والانقاذ ليس نسختها الثانية بأي حال من الأحوال.. ونسخة أخرى من الثورة المهدية.. و«المهدي» يحشد عدداً قليلاً من انصاره المسلحين بالأسلحة البدائية.. سيوف.. حراب.. سكاكين.. عصي.. وايمان يضيء كل صدور الأنصار.. وثبات دين راكز في كل القلوب.. والمهدي يتلفت حوله.. يجد أن البلاد من أدناها إلى أقصاها مملوكة بالمرة للأعداء المستعمرين الكفرة.. فأشعل نفوس انصاره حماساً حبب لهم الجنة وملاقاة الله عبر الجهاد.. جهاد الكفار والاستعمار.. وهذه نسخة أخرى من الثورة المهدية.. والانقاذ ليس نسخة منها مطلقاً وأبداً وبتاتاً.. وهل وجدت الانقاذ البلد في قبضة استعمار كافر أو مسلم.. وهل وجدت الشعب يطوف كما المجوس حول النار.. أو يجثوا ضارعاً وعابداً أمام أصنام أو وجدت الاتحاديون والختمية والانصار مجتمعين في دار الندوة. ونسخة أخرى من الثورة المهدية.. ويفتح «المهدي» باب المقاومة.. يفتح أبواب الجهاد.. وتبدأ المعارك.. وتنطلق الجيوش ويبدأ النصر الأول في «جزيرة أبا» رغم أن الثورة المهدية كانت في موقف وموقع الدفاع عندما هاجمها «أبو السعود» وجنوده.. و ينفتح الطريق عريضاً مشتعلاً.. هائلاً.. وضارياً وتتوالى المعارك.. ويتوالى النصر.. و تتوالى سقوط المدن والأقاليم.. وتدخل جيوش الثورة المهدية حتى قلب قصر غردون.. وتبدأ حكومة الثورة المهدية.. و نورد قصتها كاملة.. وبكرة نتلاقى