لعلها نعمة من الله اننا فى بلاد دافئة لاتموت من البرد حيتانها ، وانا بحمد له لانعرف الثلوج التى تهطل من السماء الإ من البرد الذى هو خبر لاحاديث الدهشة والأنس والذكريات وشئ من (ثلج ) قليل يحدثنا من يقطنون اقصى شمالنا الحبيب انه يغطى ( الازيار ) عندما يشتد البرد والمفردة السودانية التى تعبر عن البرد هى (الصقط ) وكتابتها بالسين بدل الصاد فيه سقوط اعاذنا الله وبلادنا منه هذا رغم ان مفردة ثلج عربية فيما نحسب ففى الدعاء الدعاء لميت ان يغسله الله بالماء والبرد وفى رويات بالثلج. تلك تقدمة بين يدى انضمامى الى هذه الصحيفة الغراء وقد درجت الصحف على الترحيب بالقادمين الجدد اليها متمنية لهم التوفيق وراجية ان يشكلوا اضافة حقيقة تسعد القارئ فى ضالته المنشودة ( المتعة والفائدة ) درجت الصحف على ذلك الترحيب دون ان يشير احدهم الى انها (تكسر التلج) للقادم الجديد، ولكن ما أن ينبرى الكاتب لرد تحية صحيفته حتى ينهض من يتهمه بانه يقوم بعملية تكسير للثلوج او مسح للجوخ او ماشابهها من العبارات التى تشير الى النفاق حتى ان بعض الكتاب تخلى عن رد الترحاب خوف تلك النعوت وتلك منقصة ان تجعل مثل هؤلاء يثنونك عن واجب الشكر والتنويه بالمطبوعة التى احسنت استقبالك خاصة اذا كنت كاتبا فمن حق القراء ان يعرفوا رأيك ورؤيتك حول مطبوعتهم التى وفدت اليها ، هذا اذا لم تشر الى سبب مغادرتك لمطبوعة أخرى.على كل حال فان العلاقة القديمة التى تربطنى بمؤسسة آخر لحظة ومؤسسيها وثلة من كبار واواسط وصغار محرريها فيها من الدفء مايذيب جبالا من الثلوج ومن الاحترام والمودة مايغنيهم عن لبس الجوخ رغم برودة الطقس ، ندلف الى آخر لحظة وفى دفتها الادراية العليا الحاج عطا المنان وهو رجل قمين بالتقدير والاحترام ويحزننا ان يترجل الصديق مصطفى ابو العزائم ولكن يبقى العزاء ان المؤسسات الكبيرة تستطيع دوما المحافظة على سيرتها ومسيرتها وهى فى ذات الوقت مدرسة ترفد الصحافة السودانية بكوادر فذة وقد استطاعت فى بضع سنين ان تتبوأ مكانتها بين كبريات الصحف السودانية لتصبح رقما لايتجاوزه لا القارئ ولا المعلن ولا السياسي وفى ذلك مؤشر نجاح ورسوخ. لعلنا بما توافر لنا من خبرات تراكمية فى بلاط صاحبة الجلالة ندرك نفس آخر لحظة وسياستها التحريرية وندعو الله ان يوفقنا لكتابة مايسرنا فى القيامة ان نراه وما يجعلنا فى الدنيا مرفوعى الرأس بعيدا عن الشقاق والنفاق وسؤ الاخلاق وتلك علة هدمت اوطانا ومحت امما وشتت جماعات ونسعى الجهد كله لذلك عبر كلمة خفيفة ظريفة وطيبة ذلك ان الكلام الطيب كما تعلمنا من آبائنا وأمهاتنا الحكماء هو بخور الباطن.