الصدفة وحدها قادتني لمتابعة قناة (أنغام) خلال الأيام الماضية، وقد لفت نظري ترويج لسهرة مع الدكتور الموسيقار يوسف الموصلي بعنوان (شوق الهوى)، جذبني الترويج بإخراجه البديع، مما جعلني أترقب موعد عرض الحلقة في العاشرة مساء الخميس، كما تم التنويه لذلك.. وكلي شوق لأستمتع بجديد الموصلي الذي أعتبره واحداً من نوابغ الموسيقى عندنا. المهم.. جاء الموعد المضروب ونحن أمام الشاشة لتفاجئنا (أنغام) بإعادة سهرة قديمة دون تنويه ولا حتى اعتذار (ولا إحم ولا دستور).. وحتى لا يقول قائل إنني أصنع من (الحبة قبة) أو ما حدث شيء طبيعي ويحدث في (أرقى القنوات)- كما يقول البعض- أسمحوا لي أن أصف (عملة) القناة بأنها استخفاف بالمشاهد، وبضيفها الكريم، ومعجبي فنه على إمتداد الوطن.. وأقول بكل الصراحة إن واحداً من أسباب تخلفنا في مجالات كثيرة هو عدم احترام الوقت وضربه بعرض أقرب حائط. الموضوع ليس موضوع سهرة تبث أو لا تبث.. ولكنه موضوع صورة سالبة تعكس عنا كسودانيين، فقناة أنغام يشاهدها كل العالم وليس يوسف الموصلي وحده.. وطالما أنها تحمل اسم السودان يجب عليها أن تكون بقامة هذا الوطن العظيم، الذي نعمل جميعاً لنراه في مقدمة الدول وأعلاها هامة.. ويجب أن تحسب لكل ما تقدمه حسابه، وتضعه في ميزانه الصحيح، طالما أنها تقدم نفسها للعالم باسمنا واسم مبدعينا. هذا من الجانب الأهم، ومن الجانب المهم نقدم درسنا الأول في حصتنا الأولى لإدارة البرامج بمحطة تلفزيون (سودان ميوزيك) وبعد (قيام- جلوس) نقول لمدير البرامج ماذا يكلف القناة تنويه صغير مع اعتذار رقيق عن تعديل موعد عرض (شوق الهوى) أو حتى تعديل الترويج الأول نفسه؟!. ألا تعلمون أن المفترض من قناتكم هو تعليم الناس وحثهم على القيم الجميلة النبيلة عبر الفنون، وأن خلف الوعد وعدم احترام الموعد ليس من بين هذه القيم!!.. ألا تعلمون أن ماحدث يعني عدم احترام للمشاهد ويعني أننا شعب لا يعرف ثقافة الإعتذار. وما أقوله ليس تضخيم للأمور ولكنها الحقيقة، فاحترام الوقت والوفاء بالوعد وثقافة الإعتذار هي أضلاع مثلث التطور، وعنوان للشعوب المتحضرة.. ولا أظن أن هناك شعباً في الدنيا أكثر منا تحضراً لأن تحضرنا نابع من صفات إنسانية كثيرة لا توجد إلا عندنا وفينا.. و(الفينا مشهودة).. انتهى الدرس.