حينما وصل صاحبي الموسيقار يوسف الموصلي إلى نيويورك في طريقه إلى السودان ، بعثت إليه رسالة الكترونية وأبلغته ان الإعلاميين من ناس قريعتي راحت سوف يتلقفونه من المطار ودعوته ان تكون اطلالته التلفزيونية اولا في قناة النيل الأزرق ، لم تكن هذه نصيحة والموصلي رجل ضخم لا يحتاج إلى نصائح ، ولكن مجرد وجهة نظر لان النيل الأزرق في تصوري أفضل قناة فضائية سودانية تمتلك ديناميكيه وحضوراً أعلامياً كبيراً ، قلت للموصلي هذا الكلام لانني اعرف تماما انه اذا اطل من أي قناة اخرى وحطوا مليون خط تحت قناة اخري ، سوف يحرق اوراقه عن بكرة ابيها ، المهم البارحة الأولى ، تحكرت إمام شاشة التلفزيون اللعين بعد الإعلان عن سهرة مع الموصلي وفرقة عقد الجلاد في صاحبتنا الجميلة النيل الأزرق ، كنت اتصور ان السهرة ستكون بحجم الموصلي الفنان العائد بعد سنوات منفى بين القاهرة والخليج واخيرا امريكا شيكا بيكا ، لكن صدمت وانا اتابع السهرة ان صاحبي العائد غرق بجدارة في النيل الأزرق ، فضلا ، توقفوا ، لا ترموني بالطماطم والبيض الفاسد ، الموصلي صديق من بقية الزمن الجميل وموسيقار كبير غير ان السهرة التي قدمتها تسابيح خاطر ومحمد عثمان لم تكن في حجمه ، ايوه لم تكن في حجمه ، كانت السهرة مثل ( القطر قام ياسلام خلى الدنيا ضلام يا سلام ) ، ومطبوخة على الهواء مباشرة ما ادي ان تكون ناقصة بهارات وتحابيش ، كنت اتصور ان يأتي أصحابنا مغنواتية عقد الجلاد وعازفيهم لا لكي يتحدثوا عن الموصلي الموسيقار وكيف انه أصبح عالميا وكلام ( الانشاء ) والتطبيل والذي منه ، كل هذا شيء معروف ان الموصلي يوسف موسيقار قاد فرق سمفونية في القاهرة وامريكا ولكن المتلقي يا جماعة الخير لا يريد ان يسمع كلام والسلام ، المشاهد يريد ان يتشرب ابداعات هذا الرجل العائد ، صدقوني هناك جيل واجيال تعرف الموصلي بالاسم ولكن لا تعرف شيئا عن اعماله وكان من المفترض ان يفطن صاحبنا معد السهرة إلى هذه الناحية وان تكون الاستضافه بحجم هذا الرجل الجميل ، وبدلا من ان يدندن مغنواتية عقد الجلاد بأعمالهم الخاصة والذي منهم كان يفترض ان تشدو الفرقة (السباعية ) في كامل السهرة باغنيات الموصلي ، هذا هو التكريم الحقيقي للرجل العائد بعد سنوات الغربة ، اعرف تماما ان كلامي هذا سوف يجعل الشياطين الزرق تتنطط أمام ناس عقد الجلاد وخصوصا زميلهم الموسيقار الجلادي ( المنفوخ ) ، ولكن هي الحقيقة التي لا تأكل ولا تشرب ، الموصلي لديه إعمال لا يعرفها الجيل الجديد مثل الاماني السندسية واسألي الشوق عن عيونك وانتي ليا ، وسفر بلا عوده ، والطال غيابك ، واعمال اخرى ظلت حبيسة أجهزة الإعلام طيلة سنوات الغربه البطاله ، اتصور ان صاحبتنا الجميلة النيل الأزرق سوف تخطف مرة اخرى كعكة المبادرة من أمام قنوات ناس قريعتي راحت وتستضيف الموسيقار الكبير مع البلابل وزملاء مشواره ، عبد الوهاب هلاوي ، سعد الدين ابراهيم ، سيف الجامعه ، مدني النخلي وهلم جرا ، في سهرة ليست من نوعية القطر قام ياسلام ، اتصور ذلك لان هذه القناة تمتلك كوادر اعلامية مهنية وقادرة على امتاع المشاهد وتعريفه بالموصلي الإنسان والفنان . قدر إيه جواي مساحتك .