كتبت الصحفية الاستاذة/ آمنة السيدح مقالةً دسمة وواعدة بجريدة آخر لحظة عنوانها:- (إنتبهو أيها السادة). أوضحت فيها إن أحزابنا السودانية قد بلغ تعدادها «تسعون حزباً».. فمن هنا نقول لها «سبحان الله».. وجزاك الله خيراً، لأنه لولاك ما كان سيتيسر لنا التعرف على هذا العدد الخيالي. إذ أن معلوماتي عن النشاط السياسي في السودان كانت بدايتها بتكوين جمعية اللواء الأبيض. ثم تحول ذلك النشاط(المبارك) إلى تكوين مؤتمر الخريجين العام كخطوة أكثر تنظيماً، نتج عنها توعية المواطنين مع ربطهم بالعمل السياسي. ليأتي بعده تكوين الأحزاب السياسية أمثال حزب الامة الذي يقوده السيد/عبدالرحمن المهدي عليه الرحمة تحت شعار السودان للسودانيين. ثم حزب الأشقاء بقيادة المرحوم السيد/ إسماعيل الأزهري ليختلط لاحقاً مع طائفة الختمية بقيادة مولانا السيد/ علي الميرغني. ليكونان حزباً موحداً هدفه خروج المستعمر أولاً ثم الإتحاد مع دولة مصر الشقيقة كمرحلة ثانية لذلك أطلق عليه تسمية«الحزب الوطني الإتحادي».. لينفصلا لاحقاً بعد الإستقلال. فظل الوطني الإتحادي بقيادة الأزهري. وخرج الختمية وكونوا حزب الشعب الديمقراطي.. علماً بأن الاثنين هدفهما الأساسي من الأول كان واحد وهو الاتحاد مع مصر، ونسبة لكثرة جماهير هذه الأحزاب، فقد ظلوا ولمدة طويلة يطلق عليهم صفة الأحزاب الكبيرة الثلاثة:أمة - وطني إتحادي - شعبي ديمقراطي.ايضاً كانت هناك بالساحة أحزاب أخرى أصغر منهم حجماً (بسبب قلة أعضائها). كحزب الجبهة المعادية للإستعمار بقيادة المرحوم/ حسن الطاهر زروق والحزب الشيوعي والذي كان وقتها أغلب عمله الخفاء. وهو يدعو لتطبيق حكم الإشتراكية بالبلاد، وقد أنجبت تلك الظاهرة فيه قادة كثر. أمثال أحمد سليمان المحامي وعبدالخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ ومحمد إبراهيم نقد وآخرون. غير متناسين للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم والتي دخلت البرلمان عن طريق دوائر الخريجين (كأول نائبة نسائية سودانية). ايضاً هناك أحزاب أخرى نذكر منها جبهة الميثاق الإسلامي، والحزب الجمهوري الإشتراكي، والبعث العربي، والحزب الناصري. ومؤتمر البجا. وإتحاد جبال النوبة وأنصار السنة. أما الجنوب فكانت له أيضاً أحزابه الخاصة به وزعمائها الكبار. ولكن أظن لا فائدة من ذكرها هنا بعد أن حلت بنا الطامة الكبرى وهي فصله عن الشمال إذاً لا فائدة من الذكر هنا (طالما سبق السيف العزل). ونأسف إن لم نذكر حزباً أو أشخاص بسبب النسيان وطول المدة. بعدها نقودك عزيزي القاريء الكريم. إلى لب الموضوع والذي يدعو إلى توحد الأحزاب بدلاً من (الكترة والشتات) لأن «لمها» في نظرنا أفضل من تشتتها. كما أن المتتبع لأمرها سيجد إن كثيراً منها لونها السياسي (متشابه أو واحد) ومثلاً تجدها إسلامية. أو سُنِّية. أو مستقلة. أو طائفية. أوإتحادية. أو ديمقراطية. أو إشتراكية. أو عنصرية. أو فئوية. لنحصل في نهاية المطاف على تعدادها مع(ألوانها السياسية) والذي قد لا يتخطى العشرة أو يزيدها بقليل. إذًا في مثل هذه الأحوال. فالإختصار أوجب لأنه يؤدي إلى نفس الغرض السياسي وفيه توفير للوقت والجهد والمال إضافة لتحاشي الإنشقاقات بغرض الحصول على الحكم الديمقراطي السليم والذي سيوصلنا بلا شك إلى شاطيء الأمان كي ننعم بالإستقرار بعد الجهجهة مع التقدم والرفاهية. وسلام للجميع بالبداية والختام. الخرطوم الحلة الجديدة