انطلقت في الخرطوم أمس المحادثات الثلاثية حول سد النهضة. وقال وزير الخارجية علي كرتي إن الأطراف تتفاوض بثقة، وطالب بالابتعاد عن التناول الإعلامي للقضية ذات الأغراض، وأكد في تصريحات صحفية أمس أن آليات التعاون المشترك بين الدول الثلاث ستقود لمواجهة التحديات التي أشارت إليها اللجنة الدولية واللجنة الوطنية بشأن السد، مشدداً على ضرورة دعم الجهود ومعالجة التحديات المستقبلية للدراسات المتعلقة بالسد من خلال التفاوض المستمر بين الدول الثلاث. من جانبه أكد وزير خارجية أثيوبيا د.توادروس ادهانوم، التزام بلاده بالتعاون مع السودان ومصر لتجاوز النقاط الخلافية بشأن سد النهضة، نافياً وجود اتجاه للإضرار بمصالح دولتي المصب جراء بناء السد، مشيراً إلى أنه سيكون رمزاً للتعاون المثمر بين الدول الثلاث. وقال ادهانوم إن الاجتماع الوزاري يأتي استكمالاً لاجتماع «أديس أبابا» الذي عقد أوائل فبراير الماضي. من ناحيته أكد وزير خارجية مصر سامح شكري، حرص بلاده على بذل كافة الجهود واغتنام الفرص المتاحة للتواصل والتعاون بين دول حوض النيل الثلاث، مشيراً إلى أن محادثات الخرطوم تعد الأولى على مستوى وزراء الخارجية والموارد المائية والري بالدول الثلاث. وفي السياق توقع مصدر دبلوماسي أن تضع محادثات الخرطوم حداً للخلاف حول اختيار الشركة التي ستقوم بإجراء الدراسات الفنية حول السد ومدى تأثيره على حصة كل دولة، منبهاً إلى أن ذلك كان السبب في تأخير التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث رغم التوافق السياسي بينها. وقال المصدر ل«آخر لحظة» إن أربعة من المكاتب الاسشارية العالمية «من فرنسا واستراليا وهولندا» تقدمت بعروض لدراسة ما يمكن أن يتسبب فيه قيام السد، وأن تقييم العروض ترك للجان الفنية لكل دولة على حده كتجاوز للخلافات، على أن يتخذ القرار النهائي بشأنها في الاجتماع الحالي. ولم يستبعد المصدر أن تكون دول تلك المكاتب الاستشارية مارست ضغوطاً على هذه الدولة أو تلك «لكن في النهاية فإن القرار فني ولا يتخذ إلا بتوافق الجميع».