انطوت صفحة من صفحات البطولة الافريقية بمستوياتها المختلفة وكانت النتيجة التي توقعناها خروجاً مبكراً للخرطوم الوطني امام بطل زامبيا بفارق هدف.. وتأهلاً خجولاً لهلال السودان علي حساب بطل زنزبار الذي استطاع ان يحقق الفوز علي الهلال في واحدة من اسوأ المباريات التي اداها الهلال في الاونة الاخيرة ولولا فوز الهلال عليه بهدفين نظيفين في مباراة الخرطوم لودع الهلال البطولة في مراحلها الاولية وهو الذي عود جماهيره علي المضي قدماً في البطولة الي نهاياتها ... ومالم يتحرك الجهاز الفني للهلال وقطاعه الرياضي وادارة الكرة بالسرعة المطلوبة ، وما لم يسرع المدرب العام للهلال الكابتن الفاتح النقر لتصحيح الاخطاء ومعالجة سلبيات اداء بعض اللاعبين فان المرحلة القادمة ستكون هي الاصعب في مسيرة الهلال نحو البطولة، وربما تعرض الهلال لتجربة الخروج المبكر امام بطل ملاوي لتتفاقم ازمة الفريق وتتضاعف احزان جماهيره ويختل توازن سيره الي الامام حتي في بطولة الدوري الممتاز... وربنا يكضب الشينة كما يقولون. اما المريخ فقد اسعد جماهيره الغفيرة التي ساندته بقوة باداء رجولي وعرض جميل مكنه من تحقيق الفوز علي عزام التنزاني بثلاثة اهداف نظيفة اهلته بجدارة لملاقاة بطل انغولا في المرحلة القادمة ... وكان يوماً من الايام الخالدة في تاريخ المريخ، وكان نصراً غالياً اعاد من خلاله فتية المريخ ذكريات الزمن الجميل عندما المريخ يهز الارض تحت اقدام منافسيه .. وكان المشجع المريخي الذي يأتي الي المباراة متأخراً لا يسأل عن النتيجة ولكنه يسأل المريخ غالب بي كم.. ومن المفارقات العجيبة ان مباريات المريخ في ذلك الزمن الجميل تنتهي غالباً بفوز المريخ علي منافسه بثلاثة اهداف دون مقابل حتي ان بعض ظرفاء المشجعين اطلقوا علي فريق المريخ اسم «البلابل» اشارة الي هذه الثلاثية المحببة لدي جماهير المريخ.. وهنا لابد من الاشادة بالوقفة القوية لجماهير المريخ التي لعبت الدور الاهم في الهاب حماس لاعبي المريخ وترجيح كفة المريخ علي عزام التنزاني باداء قوي افتقدناه طويلاً في مباريات المريخ منذ فترة ... واذا استمر المريخ بهذه الروح... واللاعبون بهذا الاداء والجماهير بهذه المؤازرة القوية فانني لا استبعد ان يصل المريخ مرحلة متقدمة من المنافسة هذا العام... رغم ان المشوار الافريقي ما زال طويلاً. ولا استبعد ان يكون «نمور شندي» اول ضحايا الوثبة المريخية عصر اليوم خاصة وان بعثته الي شندي يقودها الفأل الحسن سعادة الفريق الدكتور طارق شخصياً.