يرى عدد كبير من المسرحيين السودانيين ان التشاؤم اصبح سيد الموقف, في حال اراد الواحد انتاج او تقديم عمل, وهذا لا ينفى ان هناك حيوات مسرحية ظلت تعمل وتأمل في تقديم ما يعبر عن القيم والاشواق, تمثلت في التماعات فهناك فرق تعمل واخرى اختفت, السودان شهد ميلاد العديد من الفرق مثل الاصدقاء , السديم سنبل , الجذور, سودان فلكلور , قصر الشباب, الاخوة في بحري , ساحة الديوم, وكوجاك من مدني , الحويج من الابيض, الجوالة المسرحية, والورشة المستمرة وغيرها, وهناك فرقة اصطلح على تسميتها مسرح الهامش لانها اجترحت فضاءتها الخاصة واحدثت تحولا في كتابة النص وكيفية التمثيل, وتدريب الممثل وكذلك في الرؤى الاخراجية, بالاستفادة من التراث, وقد قدمت بعض المجموعات عملها في اكثر من نطاق مثل المصانع والاحياء والمدراس والجامعات, بل دخلوا السجون والاصلاحيات, حتى لاينسوا اية شريحة من شرائح المجتمع. لكن اكثر من لمع هذه الايام هو الفنان المسرحي الكبير محمد السنى دفع الله المقيم في الدوحة الان, ووجوده هناك يعد مكسبا كبيرا للمسرح السوداني, فرغم افتقدنا له ? متفرج الداخل- لكن يظل التعويض ان اسم السودان يرافق عمله المقدم في المسارح العربية, خاصة وان الدوحة سحبت البساط من مراكز الاشعاع الثقافي القديم وبدأت تنتج وتساهم في دفع الاخرين, فبعد ان قدم السنى عددا من الاعمال المسرحية التى شهدت حضورا اعلاميا وشعبيا كبيرا مثل (عرس الزين) والتى قدمها السنى على شرف تكريم الطيب صالح في الدوحة, كما قدم ايضا قبل ايام مسرحية (المحلق يغني) وهي مسرحية تاريخية معروفة تحكي جزءا من تاريخ وتراث السودان. اذن ماقدمه السنى دفع الله يستحق الاشارة والذكر لاكثر من سبب اولا لكونه فتح لنا فضاءا خارجيا نحتاجه نحن السودانيين, كما انه اثبت للعالم قدرة الفنان المسرحي على الابهار, وانه رائد في هذا المجال. السني دفع الله المولود في مدينة مدني تخرج في معهد الموسيقى والمسرح ويعد احد رموز الحركة المسرحية, فهو مبتكر شخصية عزوز الشهيرة اثناء عمله مع الراحل محمد رضا وفي اثناء ذلك عين مساعد تدريس في المعهد, وبعدها ابتعث للدراسة في اكاديمية الفنون بالقاهرة, وخلال ذلك اتيحت له افرصة للعمل مع الفنان المصري الكبير عادل امام في فيلم ( الارهاب والكباب) هذه المشاركة ساهمت في انتشاره فاصبح مطلوبا ومحضورا ومشاهدا, كما عمل مع سعيد حامد في الحب والثلاجة هذا الى جانب مشاركته في العديد من الاعمال السودانية , ومنذ ان قدم السنى مع فرقة الاصدقاء ( الساعة الخامسة الا ربعا) بدأ يرسخ في الاذهان كممثل بارع احدث الاضافة والنقلة. اصدقاء وزملاء السنى يرون بانه اصبح من اكثر الفنانين المقيمين في الدوحة حركة ونشاطا ووجود اسمه في اي عمل يضمن النجاح والمتابعة الجماهيرية السنى ظل مؤمنا بقدرات الفنان السوداني في حال توفرت له الفرص والانتاج, وفتح قنوات للتوزيع, واستشهد بالتجربة السورية في الدراما والتى حققت الانتشار بعد وزعت اعمالها مجانا في البداية الى ان اصبحت مسيطرة على القنوات الفضائية الان ويرى عكس كثيرين ان لا وجود لازمة كتابة ونصوص, خاصة وان الواقع السوداني خصب وفيه من الحكايات والمشاهدات مايصلح لان يكون عملا سينمائيا ودراميا يحقق النجاح والانتشار, ويؤكد ان ماينقصنا هو الايمان بقدرات العاملين في مجال الدراما والسينما والمسرح .