٭ في اليوم الثالث لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري- مصر المستقبل وقف الرئيس السيسي على منصة المؤتمر وعلامات الرضا والانتصار تشرق على وجهه.. وقال إنه لن يتكلم قبل أن يصعد الشباب المصري الذي قام على إعداد وتنظيم المؤتمر ويقفوا إلى جانبه، تعبيراً عن إمتنانه لما بذلوه من جهد لاستضافة المؤتمر الكبير حتى خرج بالصورة التي أبهرت المراقبين في كل أركان الدنيا. وبالفعل تقافذ الشباب وما هي إلا لحظات حتى تحلق مِن حوله في المنصة عشرات الشباب وأخذوا معه صورة مشتركة وهم في غاية السعادة للفتة الرئيس.. الذي أختصر ما يريد قوله في جملة واحدة معبرة : (مصر تستيقظ الآن).. ٭ إبراهيم محلب الذي صعد إلى المنصة بعده، متهللاً وراضياً هو الآخر أستهل كلمته بشكر كل الذين أمُّوا هذا المؤتمر الاستثنائي الكبير من ملوك ورؤساء دول ومسؤولين حكوميين وخبراء وممثلي شركات دولية عملاقة، والذين بلغ عددهم نحو ألفي وأربعمائة مستثمر من جميع أنحاء العالم، لينتقل من ثم إلى أرقام الدعم والاستثمار.. ٭ أوضح أن مشروعات الاستثمار المباشر والتي تم توقيع عقود مع شركات ومؤسسات تمويل من أجل التنفيذ قد بلغت (ستة وثلاثين مليار ومائتي مليون) دولار.. أما المشروعات الممولة والتي ستقوم على تنفيذها الحكومة المصرية فقد بلغت (ثمانية عشر مليار و 600 مليون) دولار، كما تلقت مصر قروضاً مباشرة من الصناديق العربية والدولية بما قيمة (خمسة مليارات و 200 مليون) دولار هذا بالاضافة إلى (أثني عشر مليار و 500 مليون) دولار من دول السعودية والكويت والإمارات وعمان في شكل مساعدات مباشرة يذهب بعضها لدعم الاحتياطي النقدي للبنك المركزي.. أي أن جملة ما حصدته مصر في ختام المؤتمر نحو (60) (ستين) مليار دولار، بينما وقعت مذكرات تفاهم مع العديد من الدول والشركات والصناديق ومؤسسات التمويل العربية والدولية وصلت قيمتها نحو (92) (إثنين وتسعين مليار) دولار. ٭ هي أرقام فاقت توقعات الحكومة المصرية ومنظمي المؤتمر في وزارتي الاستثمار والتعاون الدولي وهيئة قناة السويس الذين قدروا بأن يحصدوا من المؤتمر نحو (25) (خمسة وعشرين) مليار دولار لا أكثر.. وعلى كل حال فإن الأرقام المعلنة كما لاحظ بعض المراقبين تضمنت تعاقدات مسبقة تم تأكيدها أو زيادة حجمها خلال المؤتمر أو أثناء ا لتحضير له.. لكنها في مجملها تؤكد مدى حماسة دول المنظومة العربية والمجتمع الدولي، والأوربي منه على وجه الخصوص، لدعم مصر وسلطتها الجديدة، بحيث تصبح حائط صد متين ضد الإرهاب الدولي والمخاطر المحيطة بالمنطقة باعتبارها رائدة المنطقة من وجهة النظر الاستراتيجية، تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً.. وبرغم هذا فإن الرئيس المصري قدر احتياجات مصر الفعلية لبناء مشروعات النهضة فيها بما يتراوح بين (200-300) مليار دولار .. بما في ذلك العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة التي أسند تنفيذها لبعض الشركات الإماراتية. ٭ لفت نظري بعض الإفادات المهمة التي أدلى بها وزير الاستثمار المصري أشرف سالمان، الذي قاد الفريق المنظم للمؤتمر.. فمما قاله إن المصريين أعتادوا على العمل (تحت الضغط) كجزء من ثقافتهم، عندما يوضعوا أمام التحدي يتفوقون بشكل اسثتنائي، لكنها ثقافة لا تلتزم بالتنظم والنظام بحيث يصبح ممارسة يومية راتبة، وهذا هو مصدر خوفه، كما قال.. وطالب بإنشاء آلة متابعة للمشروعات المطروحة ومواعيد وجداول تنفيذها حتى يتم إنجاز كل شيء كما هو متصور.. وهو لا يخشى على المشروعات الكبرى كقناة السويس الجديدة، والطرق القومية، ومشروع المليون فدان قمح، والعاصمة الجديدة.. لأنها تقع تحت الإشراف المباشر لمؤسسة الرئاسة وقيادة القوات المسلحة، لكنه يخشى على المشروعات المتوسطة والصغيرة من التواكل واللامبالاة بما يقود إلى الفشل. ٭ نبه الوزير أشرف إلى نموذج التنمية الذي تعتمده مصر الجديدة، ووصفه بأنه « نموذج النمو الاقتصادي الاحتوئي» الذي يستهدف جيمع طبقات المجتمع خصوصاً تلك الفقيرة والأولى بالرعاية، وهذه إشارة مهمة الى أن التنمية في مصر الجديدة تضع «العدالة الاجتماعية» نصب عينها.. وهذا في حدث ذاته يستحق التقدير والإشادة.