السودان المترامي الأطراف المتعدد الأديان والثقافات واللهجات واللغات، السودان المثقف أهله والمختلفون على الوحدة والانفصال هذا السودان المختلف بعروبته وزنجيته وسحناته.. هذا الوطن الكبير لا جامع له منذ شهور إلا الهلال الذي يخرج من انتصار إلى انتصار ويقاتل وحده في المحافل الأفريقية فشكراً جزيلاً للهلال الذي كان عند حسن الظن به وقفز فوق السياسة والعسكرية والدبلوماسية وقدم للعالم أجمع السودان الموحد في أجمل وأروع وأحلى وأنزه وأعدل استفتاء. ü غير مهم أن يكون في المرمى المعز أو جمعة وغير مهم أن يكون في الدفاع مساوي أو ديمبا أو منير أو سامي أو صدام. وغير مهم أن يكون في الأطراف يوسف محمد أو خليفة أو بويا ولا في الوسط مهند أو هيثم أو عمر بخيت أو فييرا وغير مهم من يكون في الهجوم.. والمهم أن يكون الهلال أو لا يكون وبإذن الله سيكون الهلال ويكون. ففي يوم الرجال اعتدنا أن يكون رجال الهلال رجالاً «مكملين الرجالة والاستبسال». كما تذبح خراف عيد الأضحى في سائر بلاد المسلمين.. ذبح التحكيم الهلال في عدد من البلدان وكان أكثر هذا الذبح في بلاد شمال إفريقيا وفي المقدمة تأتي تونس فهناك ذبح الهلال واقفاً في عدد من المرات وكلما ظلم التحكيم الأفريقي الهلال سأل نفسه هل من مزيد ليأتي بالمزيد.. ولا خوف على الهلال من الصفاقسي ولا من جمهوره الشرس الخوف من التحكيم الأفريقي الذي اعتاد ذبح الهلال من الوريد إلى الوريد. ü فات ومات زمان كانت تلعب فيه الفرق السودانية للخروج بأقل هزيمة.. وبات الانتصار هو ما يجتهد فيه الهلال في مبارياته الخارجية بعد أن أمن الانتصار على أرضه. واليوم يلعب الهلال لا للخروج بأقل هزيمة ولكن للخروج بأفضل نتيجة وأفضل النتيجة تعتمد أولاً الوصول إلى مرمى الخصم. ومهما كان فللهدف في المباريات خارج الأرض قيمته ونثق أن الهلال سيصل ووصوله إلى مرمى الصفاقسي على أرضه هو الذي سيسهل مهمته بالسودان.. ونحن في الانتظار. ü جربنا أن نتقدم على الفرق التونسية أثناء سير المباراة وخرجنا في نهاية الأمر خاسرين.. تقدمنا عليها في عدد من المباريات وفشلنا في تأمين الانتصار.. والأمر مختلف اليوم تماماً فالخبرة في صفوف لاعبينا كبيرة ومثل التوانسة نجحنا في تحويل خسارتنا في بعض المباريات إلى انتصار وحكاية «خم» الفرق التونسية للسودانية كما كان سابقاً لن يكون.. وصدقوني فالصفاقسي سيخم الرماد. ü الزول ده قولوا ليهو في يوم الوطن خليك وطني الزول ده قولوا ليهو في يوم الاجماع اندفع للاجماع. الزول ده قولوا ليهو في نصرة السودان ناصر السودان الزول ده قولوا ليهو بطل التطرف وأنبذ التشدد وخليك زول تمام. المعكوسات واحدة من الجمل التكتيكية التي تحسن الكرة التونسية تنفيذها وتنجح بها في إحراز الأهداف.. وكل الأهداف التي خرجت بها الفرق السودانية خاسرة أمام نظيراتها التونسية كانت من هذه المعكوسات.. وأحسب أن المدرب ميشو قد احتاط، وإن احتاط فعليه بالمزيد من الاحتياط.. فمن «الحتة دي» يحدث الاغتيال والهلال اليوم بإذن الله قاتل لا مقتول. واللهم أنصر هلال السودان. ü الحيدوسي الذي تغزل في الهلال وزار معسكره أمس هو نفسه الحيدوسي مدرب الهلال الذي «باعه» أمام الترجي وهزمه عامداً متعمداً وبقي بتونس وطنه وخجل من العودة ولو في زيارة خاطفة للسودان.. وأحسب أن تاريخ كرة القدم لم يعرف من هو أكثر خيانة من الحيدوسي.. وهو وحده الذي أراد أن يجعل للكرة وطناً ووطن كرة القدم هو الاحتراف والأخلاق والالتزام وعفواً فلو كان أمر الهلال بيدي لما سمحت للحيدوسي بالزيارة التي قام بها أمس لمعسكر الهلال. «فالزول ده» هو الأسوأ في التعامل مع الهلال بعد أن لهف منه الأموال وتباً على الحيدوسي وسباً عليه. ü اعتادوا على الألعاب النارية واعتادوا على إشعال النيران اعتادوا على الصياح والهياج والهستيريا والجنون المجنون. اعتاد المشجعون التوانسة على إرهاب الخصم وتخويفه.. وهذه لن يجدوها من لاعبي الهلال فكل لاعب سيسد «أضان بي طينة وأضان بي عجينة» وهمه سيكون الملعب وحده ولا شغلة له بالجمهور وما يحدث في المدرجات. المباراة على أرضه ووسط جمهوره.. وللعلم فجمهور الصفاقسي شرس جداً ومنحاز لفريقه درجة الجنون.. والفريق مثله مثل الهلال يرفض الهزيمة على أرضه ويعتبر التعادل ذلاً وهوان.. وهذا هو الحساب الأكبر الذي يتوجب أن يحسبه الهلال بتونس وجمهوره بالسودان.. ولا وألف لا للإفراط في التفاؤل ولا وألف لا لفتح الخيال عريضاً للانتصار وحده واستبعاد أي شيء آخر فالمباراة مباراة ذهاب وإن حدث لا قدر له ما كان خارج الأمنيات فالتعويض ليس صعباً في مباراة الإياب. ü يفتقد الهلال اليوم مؤازرة جماهيره يفتقد هتافات جماهيره وصرختهم وتحريضهم على النصر يفتقد الهلال اليوم الدفع المعنوي والأدبي والتشجيع.. يفتقد الهلال لاعبه رقم (12) الذي يساند الدفاع، ويدعم الوسط، ويقوي الهجوم. ولا أظن أن الفقد كبير فالقلوب مع الهلال والألسن تدعو له بالفوز والأعين تتابعه.. وشعب الهلال لا أحد منه بالسودان فلكل بتونس والجميع يتوقع الانتصار وإن ينصركم الله فلا غالب لكم.