هل تمخض جمل السودان الجديد فولد فاراً؟؟ ü لم يستشعر السودانيون أهمية الحالة الموصوفة في السياسة السودانية( بالمرحلة التاريخية)(أواللحظة الحرجة) كما يحدث الان, وليس بخافٍ علي أحد أن الارادة الوطنية مواجهةبأضخم تحد في تاريخها السابق والمعاصر علي حد سواء, ومن نافلة القول أن إستفتاء جنوب السودان الذي نصت عليه أتفاقية السلام الموقعة في يناير من العام 2005م إرتضت احد خيارين نص عليهما الإتفاق علي تقرير المصير(الذي توافقت عليه كل القوي السياسية السودانية)كاَلية الي حسم الجدل التاريخي المتطاول والمستمر منذ الاربعينات بغية تأطير شعور المواطن الجنوبي بوجود فاعل سياسياً ومتناغم أجتماعياً في الدولة السودانية الموحدة أو نزوعه لخيار الانفصال والاستقلال حتي وأن كان ذلك ضد طبيعة الاشياء والتاريخ المعاصر . ü أن ما يحدث ألان حلقة مهمة في مضمار الجراحة الضرورية لاستكمال حلقة بناء وتطور الدولة السودانية(نظاماً سياسياً وشعب) بغض النظر عن نتيجة عملية الاستفتاء المزمع قيامها في غضون الشهور القادمة, فالاستفتاء سانحة تاريخية لبناء الدولة الموحدة علي أسس صحيحة أو الانفصال الذي تنظر له قيادات الحركة الشعبية من منظورالرغبة في تحقيق الكرامة والإعتبار في الدولة المستقلة. ü المؤتمر الوطني وحكومة الوحدة الوطنية لم يألوان جهداً إلا وكان هنالك حديث عن إعلاء صوت الوحدة والدعوة لها وفي هذا بالطبع تقيد حميد بأتفاقية السلام بينما ظلت الحركة الشعبية علي الدوام في حالة خطاب يمكن أن يوسم بأنه قد بلغ ألان مداهٌ في توضيح النوايا الإنفصالية مما يقود الى تساؤل كبير في وجهة زعامات الحركة الشعبية عن دعوي اطروحة (السودان الجديد) التي ملأت الدنيا وشغلت الناس وأخذت وقتاً ثميناًً كان يمكن الاستفادة منه فيما ينفع ولكن فيما يبدو أن جمل السودان الجديد قد تمخض ثم ولد فاراً صغيراً. ü والحركة الشعبية إذ تعمل علي فصل الجنوب فهذا حق مشروع نصت عليه الاتفاقية ولكن المشروعية هذه تستمد من مناخ الحريات الذي كان ينبغي عليها أن تتيحه في الجنوب بما يحقق للمواطن هنالك سلامة الاختيار وحرية تملك المعلومات فالتجربة السابقة في الممارسة أبان موسم الانتخابات قد أوضحت من غير مؤاربة أن الحركة الشعبية تحكم الجنوب بطريقة اشبه بسياسة قانون المناطق المقفولة والمنهج - الفرعوني ما أريكم الا ما اري وما اهديكم الاسبيل الرشاد-لا يستقيم أن يُكرر ذات السيناريو ليمارس ضباط وجنود الجيش الشعبي الطريقة نفسها في ممارسة حق المواطن الجنوبي نيابة عنه أما بالترغيب أو الترهيب ü أن عقلية المزايدة والابتزاز التي مارستها قيادات الحركة الشعبية في وجه المؤتمر الوطني هي تنصل عن اتفاقية السلام من غير التحسب لدلائل الحال وقرائن الاحوال التي تشير الي ان الجنوب من اكثر المناطق في افريقيا تأهيلاً لاندلاع العنف الاهلي والنزاع القبلي أن تحقق له حكم زاتي في ظل سيطرة الحركة علي الجنوب . ü فمزايدات الوحدة الجاذبة (وابتزاز )عقلية زيادة المكاسب ما هو الا كعملية رش الملح علي جرح الوحدة الوطنية الذي تعمل الحركة علي ان لا يندمل مطلقاً . ü أن ما يحدث الان يجب التركيز فيه علي قضية واحدة بأعتبارها الموضوع الاساسي للحوار والنقاش وهي قضية التعايش السلمي فالمراقب المحلي والخارجي اتفقا على أن القضية الان ليست هي تحقيق الوحدة وأنما هي استدامة السلام بين الجنوب والشمال خصوصاً بعد الانتهاء من حرب أمتدت لعشرات السنين واستطاعت إتفاقية السلام من أخمادها كأنجاز تاريخي. ü العودة للحرب أكبر خسارة يمكن أن تعيق التطور شمالاً وجنوباً وأن المواطن الجنوبي هو المتضرر الاول منها,وهذه الحقائق يجب أن يعلمها قيادات الحركة الشعبية الذين لم تفلح خمسة اعوام قضوها في حكم الجنوب بالكامل من أن تمكنهم من إستكناه راي المواطن الجنوبي والقرب من خياراته الطبيعية فباتا يلوون عنق الحقيقة حتي وصل السودان لهذه المرحلة التي يحبس الكل فيها إنفاسه غير انها لن تطول وستعود الحياة في السودان اكثر امناً كما كانت,أن كان ذلك في ظل الوحدة أو الإنفصال ! üمهندس ومدير المركز القومي للإنتاج الإعلامي