٭ يلاحظ من يتابع فقرة استعراض وأقوال الصحف في الفترة الصباحية بقناة الأزرق، أن تناول المواضيع والأخبار والأعمدة يتم بالمزاجية التي لا تخلو من عشوائية، فيعطي ذلك تميزاً لبعض الصحف على الأخرى بينما يكون الواقع غير ذلك، والأخطر من هذا أن مقدم الفقرة أو مقدمتها يتحول فجأة وبقدرة قادر إلى محلل كيف ما جاء وكيفما اتفق، وبلا شك أن ذلك يعتبر تغبيشاً لوعي المشاهدين وتضليلاً لهم. أنا لا أتساءل كما تساءل قبلي كثيرون عن أين هو المخرج؟ أو عن فريق الإعداد وأين هو؟، أنا أسأل عن مدير البرامج لماذا لا يكون له دور، ولماذا يلزم الصمت وهو يرى ما يحدث، أم أنه شبع وارتوى حتى الثمالة من إطراء مذيعيه ومذيعاته؟.. أقول ذلك لأن تناول حديث الصحافة في الإذاعات ليس بالشيء الهين كما يتصور بعض قاصري وقاصرات الفهم، فهو له معاييره الخاصة وميزانه الدقيق وليس معايير المزاج أو العلاقات الخاصة. أرجو أن تأخذ ادارة البرامج حديثي هذا من مأخذه الصحيح لا بمفاهيم البعض البالية التي تقول إننا «زعلانين عشان.. ما يستعرضوا عمودنا»..!! ٭ الحديث ذاته ينطبق على الإذاعة الرياضية التي تناقض نفسها بنفسها في أحيان كثيرة، فالإذاعة التي دائماً ما تنادي بمحاربة التعصب وتعمل على خلق أجواء مثالية لوسط رياضي متكاتف، محب لبعضه البعض في كثير من برامجها، تهزم كل ذلك بالضربة العشوائية القاضية عبر فقرة أقوال الصحف، حيث تذيع عناويناً وأعمدة أقل ما توصف به أنها تصب الزيت على النار، بينما تحس لحظتها أن المذيع المسكين أو المذيعة المسكينة في قمة النشوى بحسبان أن ذلك حضور وتألق. بالأمس فتحت الإذاعة الرياضية أثيرها للمستمعين ليدلوا بآرائهم حول المعركة الإعلامية الناشبة بين صحيفتين رياضتين، بينما كان الأجدى أن تستضيف الإذاعة رئيسي تحرير الصحيفتين بدلاً عن بعض المستمعين الذين طالبوا بإغلاق هذه الصحيفة أو تلك. ثم ما الذي كان يمنع الإذاعة من قيادة مبادرة تعيد الوئام، وهي التي عرفت بطرح المبادرات. ٭ عموماً.. لا بد من وقفة في شأن أقوال الصحف في إذاعاتنا وقنواتنا، ليس لأنها فقرة ناجحة وجاذبة ومهمة فقط.. ولكنها فقرة حساسة جداً وتتطلب الدراية والذكاء والحكمة والخبرة الكافية لا خفة الدم ولا الرشاقة. ٭ يقول فضيلة الشيخ عايض القرني: إذا تذكرت مآسي الماضي فطنش، وإذا أساء لك مسيء فاعفُ وطنش، وإذا فاتك حظ من حظوظ الدنيا فطنش لأن الحياة قصيرة لا تحتمل «التنقير» والتدقيق.. فإذا دققت فأحسن الله عزاءك في صحتك وراحتك ونومك ودينك واستقرار نفسك وهدوء بالك، لا تحزن على من أشعرك بأن طيبتك غباء أمام خبثه، لا تحزن على من استأمنته على كل شيء وكان أول ما فرط فيه هو «أنت». حاجة أخيرة: ٭ منو العوض وعليه العوض.