فتحت (الأسافير المفتوحة) الباب على مصراعيه لتمدد الشائعات وانتشارها بشكل بات يهدد الأمن المجتمعي، وليس هناك من فرصة لفرض الرقابة على تداولها أو معاقبة مروجيها، الأمر الذي يجعلها تحت ضوء الخطر باستمرار، والسبب يعود الى انتشارها عبر وسائل العالم الافتراضي الجديد (الفيس بوك والواتساب وغيره)، التقارير أكدت أن (70%) من تفاصيل الشائعات التي نتعامل معها تسقط في حال تناقلها من شخص لآخر .. وقد انبرت بعض الجهات لبحث الظاهرة وإيجاد حلول مناسبة لها، ومن بين تلك الجهات منسقية المرأة بالشرطة الشعبية التي أقامت ورشة عمل تحت عنوان الشائعات وأثرها على الأمن المجتمعي عقدت بدار الشرطة أمس الأول، حيث ذكرت الباحثة والخبيرة النفسية هادية مبارك المجذوب أن الإشاعة تنتشر وسط الفئات غير المتعلمة أو الواعية.. مشيرة الى أن هناك ظروفاً لابد من توفرها لخلق الشائعة، منها غموض الأدلة وأهمية الموضوع، وغالباً ما نجد الشائعة تحتوي على جزء صغير من الأخبار والحقائق، ولكن عند ترويجها تحاط بالخيال مما يصعب فصلها من الحقيقة. إشاعة زاحفة وعددت الباحثة هادية أنواعاً للشائعات مثل.. الإشاعة الزاحفة والتي تتناقل همساً وببطء بين الناس، والتي تروج لعرقلة التقدم الاقتصادي والسياسي، ويدخل في ذلك مايقوم به المروجون من نشر تنبوءات بوقوع أحداث سيئة، وتعتمد على نسخ سلسلة لا تنتهي من القصص، بالإضافة لشائعات العنف كالتي تروج للحوادث والكوارث بتفخيم الأرقام والشائعات منها الغائصة التي تغوص تحت السطح لتظهر مرة أخرى عندما تتهيأ لها الظروف، ويكثر هذا النوع حسب قولها في الحروب لتصف وحشية العدو. وأخرى سياسية وأشارت هادية الى تعدد وتنوع الأهداف والمآرب التي تقف خلف ظاهرة الإشاعة، تماشياً مع مبتغى مروجيها وتقول.. قد تكون هناك ظروف مادية ومنها الأهداف السياسية والتي عادة ما تحصل في الحروب، بالإضافة الى الإشاعات المثيرة التي تحوم حول المشاهير، وأخرى يصنعها المجتمع بنفسه للأمور المزمع حدوثها. ونبهت هادية الى الآثار النفسية قائلة: عن الآثارالنفسية الخطيرة التي تكمن في القضاء على مجتمعنا كاملاً، وتزداد خطورتها إذا كانت هناك جهات تدعمها، وإذا لم تواجه من قبل الأطراف الواعية.. وأشارت هادية الى العديد من الأساليب لحصر الشائعة منها السرعة في تحليل الشائعة، وتحديد المصدر، بجانب توفير الثقة لدى القادة المجتمعية ورفع الوعي في المجتمع. واختتمت هادية حديثها في الندوة بالقول: إن الإشاعة عبارة عن خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر وسط المجتمع بشكل سريع، وتتداولها العامة على أنها الحقيقة، ودائماً ما تكون الأخبار شيقة ومثيرة للفضول، حيث تفتقر الى المصدر الموثوق. مصانع للشائعات: من جهته قال اللواء السر أحمد عمر رئيس هيئة التوجيه بالشرطة الشعبية.. إن الشائعات أصبحت لها قواعد وقوانين تحكمها، ومصانع وخبراء وعلماء اقتصاديون، وسياسيون، وأكاديميون، ومحررون يقومون بصناعتها.. مبيناً أن عصر المعلوماتية دعا للاهتمام بالظاهرة حتى أصبح الثراء يقاس بالثراء المعرفي و المعلوماتي. فضاء مفتوح: وأضاف اللواء السر في حديثه في الورشة قائلاً: إن عصر السيادة الجغرافية عبر الحدود قد انتهى.. الآن تقاس السيادة عبر الفضاء الجغرافي المفتوح مؤكداً أن(90%) من الفضاء أصبح يسيطر عليه الغرب اليهودي، بما يسمى بالفضائيات التي تنتهك سيادة العقول عن طريق استعمارها عبر الانترنت الواقع مركزة في تلابيب الذي يعمل على استهداف الرموز والعقيدة المتمثلة في الطرق على إرهابية الإسلام، حتى يصبح حقيقة ماثلة. وحسب قوله فقد ظلت الآلة الإعلامية اليهودية تعزف على وتر اسلمة الارهاب مايقارب السنوات العشر، حتى صارت كلمة (إرهابي) عبارة تدعو للخوف والقلق والتوجس.. مبيناً أن أخطر الشائعات تلك التي تستهدف الشخصية، ويسمى اغتيال الشخصية المعنوي، ويستهدف القيادات حتى يفقد المواطن قائده، وبالتالي يفقد البوصلة.. ودعا اللواء السر في ختام حديثه للتثبت والتبين من صحة الشائعة- كما جاء في قوله تعالي«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» صدق الله العظيم