٭ أعجبني تعليق أحد الفصحاء: «الهلال الشيعي» أصبح «بدراً» بعد احتلال صنعاء .. لكن مع «عاصفة الحزم» يبدو أنه بدأ في التراجع والإنزواء قبل المغيب النهائي .. فها هي إيران تدعو للعودة إلى طاولة الحوار.. على غير العادة. ٭ د. محمد سعيد إدريس رئيس مركز دراسات الأهرام السابق دعا لأن يكف العرب عن الطرق على الصراع الطائفي .. السني الشيعي .. في العراق» فالشيعة العراقيون هم، أولاً وأخيراً، عربٌ أقحاح وجزء من المنظومة العربية، وكانوا بحكم الديموغرافيا العراقية يشكلون أغلبية في الجيش العراقي أوان الحرب مع إيران .. هذا طبعاً مع استثناء النخبة الشيعية المسيَّسة التي تستقوي بطهران خدمة لأهدافها الحزبية والسلطوية. ٭ وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ظهر على قناة «دريم» المصرية مرتين، الأولى مع المذيعة رشا نبيل والثانية مع وائل الأبراشي .. الجعفري رئيس حزب الدعوة السابق وأحد رفاق رئيس الوزراء المنصرف نوري المالكي كان دائم التوتر والغضب يكسو ملامحه خلال اللقاءين .. واستخدم جميع قدراته الثقافية والعلمية .. فهو طبيب سابق .. من أجل الدفاع عن علاقة حزبه وبلده بإيران .. كما دافع عن عقيدته الشيعية بحماس ظاهر .. عن إيران قال : أنه بلد جار تربطهم به مصالح العراق .. كما هو حال مصر مع السودان وأثيوبيا مع النيل، وكما هو حالهم مع تركيا حيث منبع الرافدين «دجلة والفرات» .. ونفى أن يكون في مراجع الشيعة وكتبهم ما يحض على سبِّ الصحابة الذي يفعله العوام .. وقال أن النَّيْل من السيدة عائشة جزء من النَّيْل من عرض الرسول وكرامة آل البيت .. وأن سؤال من هو أوْلى بالخلافة أبوبكر وعمر أم علي .. قال: ذلك سؤال تجاوزه التاريخ بأكثر من ألف عام، ويجب على المسلمين وأهل القبلة أن ينشغلوا بقضايا زمنهم ويسعوا للتعاون وليس الإنقسام والفرقة. ٭ التدخل في اليمن «حالة كلاسيكية» على قول أحد المعلقين .. فقد تكرر التدخل وفقاً لميثاق الأممالمتحدة في أنحاء عديدة من العالم، وفقاً للمادة (51) من الميثاق التي تتيح للرئيس والحكومة الشرعية طلب التدخل للدفاع عن النفس والأمن الوطني في مواجهة عدوان مسلح وخروج عن الشرعية .. خصوصاً بعض رفض الحوثيين الحلول السلمية ودعوات الحوار التي طرحتها القوى السياسية اليمنية ودول الجوار الخليجية التي رعت المبادرة، التي أخرجت على صالح وحزبه سالماً بعد الثورة الشعبية ومنحته «الحصانة»، التي استغلها للعودة إلى المشهد السياسي والتحالف مع عبدالملك الحوثي خصيمه السابق. ٭ في الحالة الليبية جرى التدخل الدولي بقيادة «الناتو» بعد انهيار نظام القذافي وبدعوة من الجامعة العربية، بعد أن هدد القذافي ب «الإبادة الجماعية»، اعتماداً على المبدأ الدولي المستجد على مواثيق الأممالمتحدة .. مبدأ الحماية ضد الإبادة، باعتباره أحد مقومات السلم والأمن الدوليين .. فالحكاية لم تعد «مطلوقة» ليفعل كل حاكم وطاغية ما بدا له بشعبه. ٭ الحالة السورية، بتعقيداتها الفظيعة .. كانت حاضرة في قاعة القمة أيضاً .. وتمت إثارتها مجدداً في الجلسة الختامية على الهواء إثر الرسالة التي بعث بها الرئيس الروسي فلادمير بوتين مهنئاً رئيس القمة السيسي والزعماء العرب على نجاح الدورة وداعياً إياهم لاعتماد الحلول السلمية والحوار منهجاً لمواجهة الأزمات .. وبعد أن تلى مساعد الأمين العام أحمد بن حلِّي رسالة بوتين بناءاً على طلب السيسي، انبرى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي معلقاً على نصائح بوتين ومذكراً إياه بدوره في الدفاع عن نظام بشار - الذي فقد الشرعية - في المحافل الدولية وتزويده بالسلاح للفتك بشعبه .. كان «درساً في الأخلاق» لن ينساه بوتين «الذي يَنهى عن فعلٍ ويأتي بمثله .. «عارٌ عليك إذا فعلت ذميم» على قول الشاعر القديم. ٭ الموقف الأمريكي قبل وإثناء القمة كان موقفاً ملتبساً .. كالعادة .. فواشنطن تقترب من توقيع إتفاق أو «صفقة» مع إيران حول مشروعها النووي بما يُقلق ويُزعج السعودية ودول الخليج .. وهي في الوقت ذاته تعبر عن ارتياحها للدور الإيرانيبالعراق في الحرب على داعش .. وهي تعلن عن رضاها عن «عاصفة الحزم» وإنها على اتصال وتنسيق استخباري ولوجستي مع القوات السعودية التي تقود العاصفة .. «المنظرون» اجتهدوا في تفسير الموقف الأمريكي، بما أراه صائباً .. فهي تمارس «سياسة الاحتواء» .. أو بدارجيتنا السودانية «الانشرارة» .. سياسة تيسر لها أن تكون على صلة بجميع أجزاء المشهد وبكل ما يجري فيه لتؤثر فيه بما يخدم مصالحها في نهاية المطاف .. هم يسمونها «البراغماتية» التي ترجمتها العربية الحرفية هي «العملية» .. ومعانيها وظلالها الخفية تستبطن «الانتهازية والنفعية» المجافية للروادع الأخلاقية.