عاصفة الحزم من الناحية القانونية و السياسية تهدف الى اعادة الشرعية ممثلة فى حكومة الرئيس هادى ، هذه العملية ستحدث متغيرات استراتيجية كبيرة و سيكون لها ما بعدها، هذه المعركة ستؤسس لعلاقات عربية جديدة ، وستعيد صياغة العلاقات الاقليمية و الدولية استنادآ الى النتائج المتوقعة ، اهم التوقعات تتمثل فى ايقاف التمدد الايرانى الشيعى ، هذا التمدد الذى يتخذ من المواطنين الشيعة فى دول المنطقة اداة سياسية لتنفيذ اهداف ايران التوسعية ، حدث هذا فى لبنان و فى سوريا و العراق و اليمن ، و لكيما يتضح حجم استغلال الايرانيين للشيعة فى لبنان و العراق و سوريا ، لا بد من اجابة السؤال الاهم فى، اى خير جناه مواطنى هذه البلدان من الشيعة ، لقد جنوا كل شر فكانوا وقودآ للمعارك و قربانآ للمصالح الايرانية ، حاربوا بالوكالة فى اراضيهم و قتلوا اخوانهم المواطنيين ، دون ان يحصدوا اى خير ، ازدادوا فقرآ على فقرهم و اصبحوا منبوذين بعد ان كانوا يدعون التهميش ، و مثلما لكل قاعدة شواذ ، فاننا نجد القليل من العلماء و المواطنين الشيعة لم ينزلقوا تبعآ لايران ، و رغم الصعوبات التى واجتهم حافظوا على وطنيتهم وولاءهم للدول التى ينتمون اليها ، المراقبين للشأن السودانى اعتبروا مشاركة السودان فى (عاصفة الحزم ) خطوة صحيحة ستبدد كل الشكوك التى لازمت علاقات السودان بالدول العربية و بالذات دول الخليج و مصر ، وحقيقة الموقف السودانى اى كانت دوافعه المعلنة او الخفية فهو يصب فى مصلحة البلاد من النواحى السياسية و الاستراتيجية و يفتح الباب مرة اخرى للبلاد لاستعادة مكانتها فى محيطها و عمقها العربى ، لقدد تضررت مصالح البلاد العليا لفترات طويلة فيما مضى بسبب قرارات كبيرة جانبها التوفيق فى ادارة ملف العلاقات الخارجية ،الموضوع لا يتعلق فقط بالجوانب الاقتصادية وضرورة حماية المصالح المشتركة فى الوقت الراهن ، الامر يتعلق بالوضع الاستراتيجى للبلاد فى المستقبل و على مقدرات البلاد و حقوق الاجيال القادمة ، و يتعلق بصورة اساسية بان البلاد لا يمكن ان تكون وسط محيطها العربى ما لم تساهم فى درء الاخطار عن المنطقة ، و اول المهام فى هذا تتلاقى فيها الرغبة العربية مع طموحات اهل السودان فى ضرورة تحول البلاد من شعارات الاسلام السياسى الرادكالية الى مكان وسط يمكن الحكومة من القيام بدورها فى الحفاظ على مصالح السودان و الشعب السودانى ، هذا وحده يظل سببآ وجيهآ للحكومة لتأكيد ما قامت به تجاه ( عاصفة الحزم) ، ربما هى فرصة وجدتها الحكومة فى تقنين و شرعنة مشاركة السودان فى هذه المعركة بفضل قرارات الجامعة العربية ، ربما وجب على الحكومة ان تصدر تشريعات و قرارات لتاكيد شرعية هذه المشاركة وان تعلن للراى العام السودانى حجم المشاركة و كيفيتها وتكلفة تمويلها ، و مستوى مشاركة السودان فى القوة العسكرية المشتركة و التى صدر قرار بتكوينها من الجامعة العربية و ستجد مباركة من القمة المنعقدة الان بشرم الشيخ ، هى فرصة للحكومة فى ان تتحرر من كل ما اعاق العلاقات مع الدول العربية لبدء مرحلة تطويرها و تعزيزها حفاظآ على المصالح العليا للبلاد ،،