دائماً عندما أكون مسافرة في طريق الخرطوم مدني ينتابني الخوف وعدم الارتياح بسبب رداءة الطريق وكثرة الحوداث المرورية فيه. وفي هذه الرحلة كنت مرافقة للحزب الاتحادي الديمقرطي لتدشين حملته الانتخابية لمرشحيه في ولاية الجزيرة بمنطقة حاج النور. تمنيت في قرارة نفسي أن يكون ترميم الطريق وتوسعته واحداً من أهم البرامج لجميع الحملات الانتخابية للمرشحين بجميع انتماءاتهم السياسية والمستقلين. وقد كانت الأوضاع تتجه نحو أزمة حقيقية بين الاتحادي الديمقراطي جناح الدقير وولاية الخرطوم بسبب بيع مزرعة الشريف الهندي بحلة كوكو والشروع في إزالة الضريح قبل أن يتدخل والي الخرطوم ود.جلال الدقير لنزع فتيل الأزمة بعد التوصل إلى اتفاق مرضي للطرفين.. كان الحزب الاتحادي الديمقراطي في ذات الوقت يدشن حملته الانتخابية بولاية الجزيرة وهو ذات الأمر الذي جعل الأمين العام للحزب د.محمد يوسف الدقير أن يستهل به مخاطبة الحشد الكبير بمنطقة حاج النور غربي ود مدني بقوله «لن نسمح لأي آلة أن تمر على قبر الشريف إلا على أجسادنا». غير أنه أكد أن والي الخرطوم تعهد للحزب بعدم إزالة الضريح ليكون هذا الحديث بمثابة طمأنة للحضور وإزالة حالة الغضب التي انتابت جماهير الحزب ثم كان الحديث عن مشروع الجزيرة حيث أشار الدقير إلى أن المشروع كان يحمل عبء السودان في كل مناحي الحياة وأهميته في الاقتصاد، وقال لا يهمنا قانون 2005 بقدر ما يهمنا رضا المزارع، واستعرض الأمين العام مسيرة الحزب ودوره في النضال من أجل نهضة البلاد، مبيناً الدور الذي لعبه الشريف زين العابدين الهندي وتقديمه مبادرة الحوار، والتي قال إنها وجدت قبولاً لدى رئيس الجمهورية على عكس قوى التجمع الوطني بمواقفها المتشددة بإسقاط الحكومة. وقطع بأن مشاركة الحزب في الانتخابات جاءت نتيجة لقناعة الحزب معتبراً ذلك مخرجاً لازمة البلاد ودعماً لمسيرة الحوار، معتبراً أن مقاطعة الانتخابات أمر سالب، مبدئاً ثقته في مفوضية الانتخابات.. وأبان أن الحزب يشارك ب950 مرشحاً مع التركيز على عنصر الشباب ب60%. وجدد الدقير تأييد الحزب للقرار الذي اتخذته الحكومة للمشاركة في عاصفة الحزم وبدأ الدقير حديثه في ندوة سياسية بضاحية أم سنط بود مدني بأن الحزب الاتحادي الديمقراطي من أدبياته لا صوت يعلو فوق صوت الوطن وأنه تعامل مع القضايا والثوابت الوطنية بكل شفافية وأمانة. وأضاف عندما جاءت الإنقاذ كانت شرسة و كانت اللغة السائدة في السياسة «الزارعنا غير الله اليجي يقلعنا»، وكانت المعارضة تنادي بإسقاط النظام، ولكن الحزب الاتحادي انحاز للقضايا الوطنية، وأعلن عن خط ثالث هو مبادرة الحوار الوطني الشعبي الشامل التي أتت مخرجاً وانفراجاً لكل العمل السياسي الذي تشهده الساحة السياسية الآن. موضحاً أن شراكة حزبه مع المؤتمر الوطني جاءت عليى الكليات الوطنية، مبيناً أن الاتفاق مع المؤتمر الوطني صاغ نقاطه وبنوده الحزب الاتحادي، و الوطني لم يغير فيه.. وشدد الدقير على الحوار في الداخل وقال إن حزبه رفض كل أشكال الحوار في الخارج الذي ترعاه جهات أجنبية، وأضاف نحن ضد النداءات «إعلان باريس، نداء السودان، إعلان برلين». وقال نائب رئيس لجنة الانتخابات بالحزب الاتحادي بولاية الجزيرة سوكارنو جمال الدين «الآن طفح الكيل»، وتساءل «هل الشراكة السياسية الإستراتيجية مع المؤتمر الوطني، وهو ذات الحزب الذي شاركناه منذ العام 1996م؟» وأجاب على سؤاله بنفسه قائلاً «كلا ليس هو الحزب» لأنه الآن يضم طابوراً خامساً بداخله وجزم بأن لديه من الدلالات ما يثبت بها ذلك، مبيناً أن المؤتمر الوطني يقف حتى ضد رغبات مرشحيه في بعض الدوائر، وأردف قائلاً إن قياداته تقاعسوا عن أدوارهم حتى في حملة مرشحهم لرئاسة الجهورية عمر البشير، وأضاف كل الذين يتحدثون عن الفساد والدمار هم الطابور الخامس داخل المؤتمر الوطني ونحن في الحزب الاتحادي الديمقراطي «لن نتحالف مع البطابور الخامس»، وهؤلاء «المصلحجية والأرزقية» سيدمرون المؤتمر الوطني والوطن وهم تجار حرب ولا يستطيعون العيش إلا تحت الحرب والدمار، ولكن نحن نتحالف مع الشرفاء الذين يدافعون عن عرضهم وأرضهم. وبرر سوكارنو دعم حزبه لمرشح المؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية عمر البشير في الانتخابات لأن قيادات الحزب الاتحادي أصحاب فكرة وأن دعهم للبشير ليس عجزً في الحزب أو لعدم وجود مرشحين، والحزب له القدرة على ترشيح عدد من المرشحين لرئاسة الجمهورية، ولكن ما بين البشير والحزب الاتحادي برامج لم تكتمل.