شهد العام 1957م لحظات الميلاد الأولى لاتحاد الأدباء السودانيين- اتحاد الأدباء والكتاب السودانيين فيما بعد.. وقد قاد التجربة والسودان يخطو خطواته الأولى الباهرة بعد نيله الاستقلال في أول يناير 1956م بعد سنوات أسهم فيها الأدباء الكبار بالكفاح من أجل الحرية والاستقلال.. بل قادوا موكب الحرية وتصدروا الصفوف منذ مؤتمرهم الأول والتاريخي، والثلاثينيات تذبل وتلفظ أنفاسها، فكان الكُتَّاب والأدباء هم الطليعة، وقد شهد المؤتمر أصحاب الأقلام الجريئة من أجل الاستقلال فحمل الراية أدباء وكتاب كبار أمثال أحمد خير، وإسماعيل العتباني، وعلي نور (شاعر المؤتمر) وخلف.. خلف الله بابكر شاعر المؤتمر الثاني وزير الحكومات المحلية والإعلام فيما بعد- وخضر حمد، وأمين التوم ساتي- من رواد المسرح والرواية والسرد وميمان.. ومحمد أحمد محجوب.. قصة قلب وقلب وتجارب ومسبحتي ودني.. والفردوس المفقود و (موت دنيا) مع حليم.. ولو أطلقت العقال للقلم لما كفت صفحات هذه الصحيفة هذا السفر النفيس من الإنجاز بل الإعجاز الوطني.. تلكم المرحلة التي قاد فيها الأدباء النضال.. الشاعر الضابط المهندس يوسف مصطفى التني (في الفؤاد ترعاه العناية) وعبيد عبد النور يا أم ضفاير قودي الرسن.. وقبل ذلك خليل فرح عزة في هواك- والشاعر صالح عبد القادر اللواء الأبيض- وصه ياكنار محمود أبوبكر.. وإبراهيم العبادي (المك نمر).. بمثل هؤلاء الرواد العظماء بدأت مسيرة الاتحاد العام للأدباء السودانيين.. وكانت الفكرة أن يتم الميلاد في اجتماع موسع بدار الندوة الأدبية بأم درمان (دار عبد الله حامد الأمين العمرابي).. وتطورت الأشياء وتدافعت الكتوف، وتصدى لتأسيس ميلاد الاتحاد في تلكم الأعوام ( 1956-1957م) رواد أماثل في عالم الأدب والكلمة والإبداع وفطاحلة في الشعر والكتابة.. الراحل الشاعر المعلم أبو القاسم عثمان بكل فكره الوطني، والشاعر الكاتب الأديب أبو القاسم محمد بدري الذي احتفلنا في الاتحاد بذكراه منذ بضعة شهور، وهو الذي نقل شعر ومكانة عبقري القريض التجاني يوسف بشير عبر الحدود (الشاعران المتشابهان).. والراحل خليل الحسن سمساعة (في وادي عبقر) وكان من شهود تلكم اللحظات الأديب الباحث والناقد أستاذ جيله مصطفى عوض الله بشارة (صاحب أضواء النقد)، والذي كان في ريعان الشباب في ذلك الوقت، والذي لايزال يحتفظ حتى الآن بإعلان التأسيس في جريدة (الأمة) عام 1957م حتى تاريخ اليوم.. تلكم صفحات مضيئات من تاريخ اتحادنا العريض ( الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين).. أما بقية مسيرة الاتحاد لأكثر من خمسين عاماً، فهذه هي المرحلة المهمة التي نوثق لها بتسلسلها التاريخي في كتاباتنا القادمة.. أنا وأخواني في اتحادنا العام لأدباء وكتاب ومبدعي هذا الوطن الجميل..