تلقيت العديد من المحادثات والمهاتفات والرسائل الألكترونية حول إجازة الصحفي وصومه عن الكتابة، وأغرب ما في كل ردود الأفعال هذي، أن أصحابها مع ضرورة العطلة وأهميتها بالنسبة لكل إنسان، لكنهم أجمعوا على أنه ليست للصحفي أو الكاتب إجازة، لأن الإنفعال لا يمكن أن يوضع في الرف، أو يتم تجميده في ثلاجة، كما قال الأستاذ النذير الشيخ الطريفي من جامعة السودان.. بينما قالت الابنة تماضر زين العابدين التي تدرس الإعلام بجامعة الخرطوم، إن مبدأ عطلة الكاتب لو تم تطبيقه في الصحافة على عموم مناطق صدورها، فإنه سيخل بأحد أهم أساسياتها، وهو شخصية الصحيفة التي تنبني على ركائز أساسية من ضمنها أعمدة الرأي بمختلف تخصصات كتابها، لأنها تشكل الشخصية العامة، والشكل المعتاد للصحيفة، وتساءلت قائلة: كيف لقاريء اعتاد على أقلام معينة أن يفاجأ في يوم من الأيام بأنها (في إجازة)، مشيرة إلى ما ذهب إليه الأستاذ الدكتور هاشم الجاز الذي رضخ أخيراً للتواصل اليومي، مطالبة في ذات الوقت بألا ينقطع عمود الأستاذ محجوب فضل بدري في عدد الجمعة. أما القاريء سليمان كبير الذي وصف نفسه ب(كبير القراء)، من السوق الشعبي في أم درمان، فقال إن قرار الإجازة لا يمنحه قاريء لكاتب، وإن التوقف عن الكتابة حق لا يملكه الكاتب.. بينما زاد على ذلك الأستاذ شريف طه المعلم بمرحلة الأساس، إن بعض الكتاب يتمنى كثير من القراء أن يكون لهم أكثر من زاوية أو مقال يومي في الصحيفة، مؤكداً على ما قال به الأستاذ أحمد المعز خوجلي إبراهيم الرشيد- العرضة- من أنه في أحيان كثيرة يتمنى أن تصدر (آخر لحظة) عددين، صباحي ومسائي حتى تشبع حاجته ونهمه وفضوله في متابعة الأخبار والتحقيقات ومواد الرأي والأعمدة، مشيداً بالمعلومات الغزيرة التي وجدها حول الهند التي درس بها، وقضى بها فترة من أجمل فترات حياته. القاريء سيد نور الدين السيوفي من حي القلعة، بعث بكلمات مقتضبة حول الموضوع جاء فيها ما يلي: غياب الأعمدة مضر للقاريء قبل الصحيفة أو الكاتب، وأن هناك علاقة ما تربط بين الاثنين تتطلب الحضور اليومي. وأشار القاريء سعيد محمد عبدالغني من السجانة في رسالة قصيرة إلى أن الراحة مطلوبة للكاتب، لكن التواصل مهم عبر الكتابة مع تخفيف أو إلغاء أي أعباء إدارية أو سياسية أو مهنية تستنزف الطاقات والجهد. هذه بعض النماذج، ولا زالت صناديق الرسائل الواردة في البريد الألكتروني أو على الهاتف أو الرسائل المكتوبة.. ملأى بآراء عديدة، لكنها- وللأسف الشديد- تصادر وبلا روح ديمقراطية حق الكاتب في أن يستريح.. إنها ورطة.