تصاعد الإهتمام من قبل الأندية الأفريقية التي تشارك ببطولتي الرابطة الكبرى والكونفدرالية مع تقدم المنافستين نحو الدور الثاني في الطريق نحو مرحلة المجموعات بالنسبة للأولى ودور الترضية للثانية.. واتخذ الإهتمام طابعا آخر بلغة الجاسوسية، حيث أرسلت عديد الأندية عيونها إلى الملاعب الخاصة بمنافسيها حتى يقف كل فريق على قدرات وامكانات الآخر على الطبيعة من أجل تحصيل وجمع المعلومات اللازمة ومن ثم تسليمها للإطار الفني ليضطلع بدوره عليها ويقوم بتحليلها والعمل عليها ومحاولة الإستفادة منها عندما يلتقي الفريقان في المرحلة المقبلة.. وفي هذا الإطار أرسل نادي الهلال السوداني عيونه ممثلة في الأسد فوزي المرضي إلى كنشاسا، العاصمة الكونغولية لمراقبة فريق سانغا باليدني في مباراته الأخيرة الأحد الماضي أمام القطن الكاميروني في ملعب تاتا رفائييل، الذي شهد حادثة سيئة الموسم الماضي راح ضحيتها 15 مشجعا من أنصار فريق فيتا كلوب بعدما تدخلت الشرطة الملحية لفض النزاع الجماهيري داخل الملعب إثر خسارة الفريق من منافسه تي.بي.مازيمبي الوافد من لوبمباشي. وغادر الأسد الهلالي في مهمة اعتبرتها الصحافة السودانية "جاسوسية" لرصد أداء الفريق الكونغولي والوقوف على حقيقة مستواه ومصادر قوته ونقاط ضعفه.. وبالفعل تمكن "الجاسوس" من القيام بالعملية واستطاع الدخول إلى ملعب الموت وجلس رفقة مسؤولين بالسفارة السودانية بين الجماهير الوطنية ربما دون أن يشعر به أحد، في الوقت الذي كان فيه الكونغوليين مشغولين بمعركتهم أمام الأسد الكاميروني "القطن" وخرجوا منها ظافرين بهدفين دون رد ليضربوا موعدا مع الهلال من أجل الترشح لدور المجموعات، حيث يلتقي الفريقين في أم درمان 19 أبريل الحالي قبل الإياب 3 مايو في كنشاسا. إلى ذلك يصل البلاد فجر اليوم كابتن فوزي المرضي وهو يحمل معه الصندوق الأسود لسانغا، حيث يحمل تقريرا فنيا ضافيا ينتظر أن يدفع به على طاولة المدير الفني التونسي نبيل الكوكي، ليقوم بدوره برسم خططه الفنية والبدنية لإطاحة منافسه والدخول إلى مربع الثمانية الكبار، الذي اعتاده الأزرق في السنوات الأخيرة. من ناحيته لم يكن الفريق الكونغولي ومديره الفني الوطني "سانتوس" غافلا أو بعيد عن المشهد، حيث قام بذات المهمة "الجاسوسية" عندما بعث أحد إطاره الفني إلى مدينة بلانتير، التي تبعد 200 كلم من العاصمة الملاوية ليلونغوي، وشاهد بدوره مباراة الهلال وفريق الرصاصات الكبيرة من داخل ملعب كاوموزو، التي خرج فيها بطل السودان بالتعادل بهدف لمثله واستفاد من فوزه العريض في الجولة الأولى على ملعبه برباعية بيضاء.. وفعل الجاسوس الكونغولي ما فعله السوداني وحمل أوراقه وأفكاره وذهب بها إلى "سانتوس" ليفتي بشأنها ويبني استراتيجياته عليها..! المهام لم تنته بعد، يحاول كل فريق التعرف على الآخر في قادم الأيام عبر عديد الوسائل من أجل الحصول على المعلومات المناسبة قبل الموقعتين الحاسمتين في السباق الأفريقي.. ومن السهولة بمكان حصول كل فريق على ما يريد في ظل الفضاءات المبثوثة والسماوات المفتوحة والوجود الكبير من مواطني البلدين هنا وهناك في وظائف مختلفة بداء من المسؤولين بالسفارات إلى رعايا الجاليات.. والمهم أن يتعامل كل طرف مع الآخر بواقع الميدان وأحداث المباراة في حينها وليس على الأوراق التي تتبعثر عندما يلتقي الجمعان.