ورفعت رايات الكفاح مناضلاً بالحق في كل المنابر تجهرُ زِنْتَ المناصب وارتقيت مغرداً في الفكر والإبداع مثلك يندُر واقمت صرحاً للرياضة خالداً ولك الوفاء من الهلال يُسطَرُ أهنأ بجنات الخلود مكرماً والسعد حولك والسنَاَ والكوثرُ (زكريا سمساعة) ٭أهداني الباشمهندس عبدالله الأمين كبير المهندسين بشركة الصفوة للسيارات وكلاء فلوكسواجن الألمانية المشهور ب «عم عبدالله» مشكوراً نسخة من كتاب «حسن عبدالقادر .. شخصية متفردة» الصادر حديثاً عن مطبعة جامعة الخرطوم، والذي قامت على إعداده لجنة مشكلة من أصدقاء وأقرباء وأسرة الفقيد الكبير الأستاذ حسن عبدالقادر الحاج أحمد .. البرلماني العتيد والرجل ذو الحوْل والطوْل في مجالات العمل العام بجميع وجوهه .. السياسية والاجتماعية والرياضية والثقافية .. فقد كان حسن عبدالقادر رحمه الله شخصية نسيج وحدها .. وهذا ما حدا باللجنة بأن تختار لكتاب يخلد ذكراه عنوان «حسن عبدالقادر .. شخصية متفردة». ٭العقبة الرئيسية التي واجهت اللجنة هو قلة المعلومات الموثقة عن نشاط الراحل الكبير «حسن عبدالقادر» .. ذلك أن الرجل كان ناكراً لذاته، فلم يكن يكتب أو يوثق لنشاطه العريض في مختلف المجالات .. فكان على اللجنة أن ترصد أولاً مواقع نشاط الفقيد من الأبيض التي انتقل إليها بعد أن ختم دراسته بكلية غرون التذكارية في النصف الثاني من أربعينيات القرن الماضي، لمساعدة والده في أعماله التجارية التي تولى إدارتها بعد وفاة والده .. فأجرت اللجنة مقابلات من الأحياء من الذين شاركوا حسن في مختلف ضروب العمل العام، سياساً كان أو اجتماعياً أو رياضياً، فسجلت شهاداتهم بالصوت أو القلم كما جمعت وثائق في مجالات شارك فيها المرحوم وترك أثراً مكتوباً، خصوصاً جريدة «كردفان» لصاحبها الفاتح النور التجاني .. وفي الخرطوم اتجهوا لمواقع وأرشيف الصحف الرياضية التي غطت جوانب كثيرة للمرحوم حسن عبدالقادر في النشاط الرياضي، وخاصة نادي الهلال والاتحاد العام لكرة القدم .. مع ملاحظة أن اللجنة لم تتجه لمضابط البرلمان القومي حيث جرى جل نشاط المرحوم حسن عبدالقادر الذي احتل فيه مناصب مهمة كنائب أو كرئيس لبعض اللجان، وليتها فعلت. ٭بدأت اللجنة عملها منذ مارس 2002م بعد قليل من انتقال الفقيد إلى الدار الآخرة، وترأسها المرحوم إبراهيم أحمد الطيب، لكن المنية عاجلته هو الآخر فلم يعش ليرى ثمرة جهده، كما لم تمكن يد المنون أيضاً د. كامل إبراهيم حسن الذي قام على مراجعة الكتاب من رؤيته في شكله الأخير، بالرغم من أنه أعد توطئتة .. فالكتاب الذي بدأ العمل فيه في مارس 2002م لم يصدر في شكله النهائي إلا في مارس 2015م .. ما يعني أن جمعه وإعداده وطباعته استغرقت 13 عاماً بالكامل. ٭في التوطئة أشار د. كامل، رحمه الله، إلى بعض المواقف اللافتة في نشاط الفقيد وإلى جرأته وشجاعته كسياسي ووطني مغوار، فهو قد أيد بدون تحفظ وعلناً تأسيس «الاتحاد النسائي السوداني» بالرغم من اعتراض حزبه «الوطني الاتحادي» على قيام الاتحاد .. ومن ذلك أيضاً وقفة حسن الشهيرة أمام أحد الإداريين البريطانيين المستر «اسين راين» وسؤاله الجريء له: متى ستخرجون من بلادنا يا مستر اسين؟ .. الأمر الذي أدهش جميع الحاضرين لما ينطوي عليه من حرج للمسؤول البريطاني الزائر لمدينة الأبيض .. لكن المستر راين كان رجلاً حكيماً فأجاب حسن بقوله: هذا سؤال جميل جداً، ومن أجل ذلك أنا جئت إلى الأبيض لأجيب على مثل هذا السؤال، ونحن لنا رسالة عظيمة لا بد أن نؤديها على الوجه الأكمل، وأن نعمل على تثقيف وتعليم الشعب السوداني في كل أنحاء البلاد وأن تكون الخدمة المدنية ذروة في التقدم وهذه رسالتنا، إن لم نكملها فسوف لن نخرج .. وما على الناس إلا أن يتجملوا بالصبر. ٭ لا تتسع مساحة «الإضاءة» للتطواف والإحاطة بكل ما حواه الكتاب عن رجل متعدد المواهب جم النشاط في مختلف ضروب الحياة كالمرحوم حسن عبدالقادر أحسن الله مثواه وأثابه بقدر ما قدم لشعبه ووطنه ولكن حسبنا التنويه والحض على اقتناء هذا السِفْرْ المهم.