عرف عن السوداني أنه كائن مجامل من الدرجة الأولى، لدرجة أنه قد نسى نفسه واحتياجاته في سبيل إرضاء الآخرين. جيران-الأهل- الأصدقاء حتى لا يصبح في موضع الملام، ومن أكثر المواقف التي تستدعي أن يقف الناس إلى جانب بعضهم البعض- لحظات الضيق والفرح.. - سيتجلى هذا الأمر في أكثر من مظهر اجتماعي، لكن الأكثر بروزاً ووضوحاً ما نشاهده في المستشفيات مفاده ما نجد أن الزوار يحملون معهم الطعام أو الشراب.. والذي تتعدد أنواعه وأصافه فنجد من يحمل معه (العمود) المجهز في المنازل.. لكن بدأت هذه الظاهرة تختفي بالتدريج لأكثر من سبب أهمها أن بعض المستشفيات بدأت تضع ضوابط على دخول الأطعمة إلى المستشفيات لدواعي النظافة، وفي بعض الأحيان (المستشفيات أصبحت توفره للمرضى).. فبدأ الناس يفكرون في شراء الحلوى والفواكه. آخر لحظة سألت عن سبب جلب الزائر للحلوى والفواكه داخل المستشفيات: فاطمة حسن قالت: «الحلاوة غير مكلفة.. ومتوفرة جوار المستشفيات». - خالد عوض الكريم يرى «أن الحلوى أو الفاكهة يفيدان، وإذا أراد الزائر المساعدة فعليه أن يساهم بالعلاج مادياً». أنور عمرابي: لاحظ «أن الحلوى اختفت وحلت محلها كروت الشحن والرصيد والفواكه» وربما أن شراءها لأسرة المرضى أكثر فائدة. نوال محمد صالح: تقف بالضد من شراء أو جلب أي نوع من الأطعمة داخل المستشفيات - سعاد صديق والتي كانت تسمع لكلام نوال.. اعترضت وقالت لنا «لابد من المجاملة... - أما أحلام صديق ربطت شراء الحلوى أو الفواكه بالمظاهر الاجتماعية، وترى أن الزيارة إذا تحولت إلى هاجس وخوف من اللوم يجب تركها. - سامر الجعلي يفضل أن يشتري الحلوى ويعدها بمثابة فرحة بالشفاء.. وأنها عادة تدلل على الأمنيات للمريض بالشفاء.. ويضيف.. شراؤها يدل على الفطنة والذكاء الاجتماعي.. وعادة ما يفضل أجود الأنواع.. - الصافي حسن صديق قال: إن التعبير عن الأمنيات بالشفاء يمكن أن يكون بالدعاء الصالح.. ويرى أن الناس بدأت تدريجياً تتخلى عن تلك المظاهر من ضمنها شراء الحلوى أو الفواكه، وحلت محلها المساعدات المادية.. والبعض يرى أن كلاهما يجلب الأمراض هذه الأيام، خاصة مع التحسينات التي بدأت تظهر في كثير من الأطعمة.