والحديث عن صندوق دعم المبدعين يتواصل، وتتواصل معه الآهات والزفرات الحرى، والدموع والعشرات من علامات الاستفهام! وتتواصل أيضاً آلام وأوجاع الكثير من مبدعينا الذين لا يعلمون من أين تنبع أوجاعهم، من المرض أم من تجاهل الصندوق لهم. إن ما يحزن هو إدارة هذا الصندوق التي لا نعلم أسباب قبولها أمانة التكليف وهي تعلم أنها لن تقدم شيئاً لأي مبدع يعاني، هل اعتبرت أن هذا التكليف هو تشريف لها ولزوم وجاهة أم ماذا؟ صباح كل يوم نسمع عن معاناة مبدع وصراعه مع المرض، ونسمع عن آخرين قلبهم على الإبداع يتسولون من أجل علاجه، وبالطبع هذا لا يحدث في بلد يحترم الإبداع والمبدعين. بالأمس حدثناكم عن مأساة الشاعرمحمد علي أبوقطاطي، ومن بعده الفنان صديق أحمد، ومن قبلهما الكثيرون، فيهم من ودع الدنيا بكل الحسرة والألم، وفيهم من (يلوك الصبر) والغصة تطعن في الحلق، والصندوق مثل الصندوق الأسود لطائرة منكوبة سقطت في أعماق البحار، مازال البحث جارياً عنه. ولأن المآسي كما قلت متواصلة، أحدثكم اليوم عن مأساة جديدة لمبدع قدم لنا الكثير وجمَّل حياتنا بإبداع متفرد، مازلنا ننهل من معين إبداعه كلما حدثتنا النفس بالحاجة إلى الراحة. من منا لا يعرف الفنان الإنسان بمعنى كلمة الإنسانية، ولا يعرف تجربة ثنائي العاصمة التي لها من الأثر الجميل في داخل كل محب للجمال. السني الضوي هذا الفنان الجميل، يرقد الآن طريح الفراش بمنزله بحي الصافية بالخرطوم، يصارع تجاهل الناس له قبل مصارعته للمرض الذي أفقده ذاكرته، الذاكرة التي قدمت لنا أجمل الأغنيات وأجمل الألحان. السني الضوي يحتاج وقفتنا جميعاً معه في محنته، وهو أحوج ما يكون الآن لنسدد له بعض ديونه علينا، وبكل تأكيد لن نخاطب ما يسمى صندوق دعم المبدعين، لأننا لا نخاطب السراب، ولكنا نتمنى صادقين أن يعاد النظر في أمر هذا الصندوق، ويُكَّون له مجلس إدارة جديد بعد أن أثبت المجلس الحالي فشله، ثم بعد ذلك البحث عن آليات واضحة لدعمه، وأرى أنه يمكن أن تفرض نسبة معينة من الحفلات التي يحييها الفنانون تعود لصالح الصندوق. حاجة أخيرة: ٭ صندوق دعم المبدعين، سراب يحسبه الظمآن ماءً.. إلى حين إشعار آخر. ٭ دعواتنا للسني الضوي ولكل مبدع بالصحة والعافية. ٭ يا عاطفة في الوجدان.. ياصورة ياساكنة العين يا من بنور محياك أسعدتا كل حزين.