الفنان الرائع صديق أحمد يعتبر من سلاطين أغنية الطمبور وقامة من قامته السامقة، حيث حجز مقعداً داخل وجدان الشعب السوداني، وشكل ثنائية رائعة مع الشاعر الراحل عبد الله محمد خير، ومن أغنياته (حبيبي عود) (يازمان بالله أشهد) ( من الازاهر أندى). واستطاع صديق أحمد أن يصنع لنفسه بصمة خاصة ومميزة من بين فناني أغنية الطمبور. (آخر لحظة) سجلت له زيارة في منزله بأم القرى شمال للإطمنئان على حالته الصحية، وسجلت معه دردشة خفيفة تابعوا التفاصيل.. لا مانع لدي أن يسرق فنان أغنية لي بشرط! ٭ في البدء أستاذ صديق نود الإطمئنان على حالتك الصحية؟ - أحمد الله على كل حال وكل شيء مقدر ومكتوب، وكما ترون إن حالتي تتطلب علاجاً طبيعياً حتى أتماثل للشفاء التام وكنت قد بدأت عدة جلسات ولم استطع مواصلتها نسبة لظروف خاصة. ٭ ألا توجد أي جهة تكرمت وطلبت أن تتحمل تكاليف علاجك؟ - إحدى الشركات العاملة في مجال الطب البديل اتصلت بي للعلاج بالأعشاب، ووعدوني بزيارة لمعرفة حالتي الصحية والوقوف على علاجي، ورحبت بهم لكنهم لم يأتوا ولم يتصل منهم أحد ثانياً ولا أدري ما هو السبب ربما لأسباب يعلمونها. ٭ حدثنا عن البدايات؟ قبل أن أتعلم العزف على آلة الطمبور بدأت بالغناء الحديث ومن أشهر أغنياتي في ذلك الحين أغنية الريله للعملاق الراحل المقيم محمد وردي وبعدها رجعت البلد وتعلمت الطمبور مع الشباب في الحي. ٭ ما هو أول شاعر تعاملت معه وأول أغنية قدمتك لعشاق الطمبور؟ - أول تعامل فني لي كان مع الشاعر المرحوم عبد الله محمد خير، وأول أغنية قدمتها (حبيبي عود)، وفي مطلعها (حبيبي عود سيب الصدود سيب الجفا) وبعدها توالت الأغنيات مثل (من الأزاهر أندى) و(يا زمان بالله أشهد)، وتواصلت المسيرة وكانت ثنائية ناجحة جداً جمعتني به في أعمال كثيرة جداً. ٭ أغنية الطمبور دائماً في موضع إتهام أنها تحكي قصة حب فاشلة؟ - هذا الاتهام غير صحيح وبما أن الحنين الزائد سمة من سمات الشايقية، لذلك نجد أن كل شعراء الطمبور يختارون كلماتهم بصدق، وشهدنا ذلك في عهد الراحل النعام آدم، وأخونا المرحوم حسن الدابي، وخضر محمود، وعبد الله محمد خير، هؤلاء حقاً نظموا كلمات جميلة ولها معاني صادقة، وبحمد الله مازالت أغنية الطمبور بخير، وذلك مما جعل الفنان محمد النصري في المقدمة. ٭ أستاذ صديق هنالك تشابه في أغنية الطمبور من حيث اللحن والإيقاع؟ - من المعروف أننا كقبيلة الشايقية تراثنا إيقاعه الدليب، لذلك نلاحظ تشابهاً في الأغاني، ورغم أن الإيقاع واحد إلا أن هنالك إختلافاً كبيراً بين أغنية وأخرى، وهذا يرجع إلى اجتهادات فناني الطمبور. ٭ هنالك اتهام أن الشوايقة (بكايين)؟ - كما ذكرت من طبع الشايقية الحنين، وفي السابق كان السفر من الريف إلى العاصمة متعب جداً وعن طريق اللواري، ويستغرق أياماً طويلة فنجد أن السفر ومشاقه جعل شعراء الطمبور يبدعون، فما أن يركب شخص اللوري متوجهاً إلى العاصمة فيتذكر والدته ويبكي. فتجد كثيراً من شعراء الشايقية جسدوا في أشعارهم مدى الشوق للأم والحبيبة أمثال الشاعر إبراهيم أبنعوف، والسر عثمان الطيب، ومحمد سعيد دفع الله، وغيرهم كثير من شعراء الطمبور، فالحنين الذي بداخل الشايقية هو الذي يولد البكاء. ٭ أغنية تمنيت أن تكون لك؟ - أغنية (وقع ما سمى) وهي من كلمات الشاعر السر عثمان الطيب، وغناها الفنان الرائع ميرغني النجار وهي تقول: «قلبي وحاتك من يوم فاتك.. يوم ما اتجما وقروش الجن بعيد عنك ياوطني.. أريت ما تتلما» ٭ أستاذ صديق هل سبق أن تعرضت لسرقة أحد أعمالك؟ - ما حصل ولكني لا أمانع أن يسرق أي فنان أغنية من أغنياتي بشرط أن يجوِّد في أدائها ويستطيع توصيل كلماتها لمحبي وعشاق الطمبور بصورة أجمل. ٭ صديق أحمد رغم مسيرتك الفنية الخالدة أين أنت من التكريم؟ - من الجهات الرسمية كرمت قبل ثلاث سنوات كرمتني حكومة السودان وزارني نيابة عنهم د. نافع، وكان ذلك في رمضان، وكذلك تم تكريمي من قبل رابطة أم القرى شمال بمسرح خضر بشير. ٭ أين كانت آخر مشاركاتك الفنية؟ - آخر مشاركة لي كانت في مركز شباب السجانة بمناسبة احتفائية بالفنان طارق العوض الذي أعتبره من أجمل الأصوات الغنائية في الساحة. ٭ نادي الطمبور هذا الصرح الكبير ماذا قدم لأغنيته؟ - أولاً لا يوجد دار مخصص لاتحاد الطنابرة، ومع ذلك أنا بعيد عنه لفترة طويلة من الزمن من قبل ظروفي الصحية نسبة لخلافات شخصية وإتهامات لم اتقبلها فقررت أن أبعد. ٭ أستاذ صديق ماذا قدمت لك الشهرة؟ - لم تقدم لي شيئاً بل أخذت مني لأنها دائماً كانت سبب بعدي عن أسرتي بسبب ارتباطاتي الفنية.