وما زلت «أتحاوم» في «خيم» المرشحين في الانتخابات.. وبالأمس كنت مع حبيبنا «الطاهر ساتي» وابتسامته بعرض وطن ابتهاجاً وفرحاً بفوز «برطم» حيث تناولت «البارد» وغصت بكلياتي في «علب الماكنتوش» .. وذهبت وكأني ريشة في مهب الريح إلى «أبو حمد» الباسلة وهي ترفع على «الصيوانات» أعلام مبارك عباس .. ورغم مقاطعتي الصارمة والحديدية والمبررة للانتخابات ورغم إني لم أرَ صندوقاً واحداً للانتخابات إلا في «صور الجرايد».. ورغم أني وأقسم صادقاً لم أعرف مركزاً واحداً للاختراع.. رغم كل ذلك فقد اجتاحني فرح الأطفال في العيد.. زهوت زهو طير طليق.. وأنا أرى وأسمع وأشاهد مستقلين يطيحون رغم فارق الامكانات يطيحون برموز شاهقة من «الأخوان». واليوم انتقل إلى مربعات الأحزان.. وغابة الأسئلة.. وتلال الدهشة وجبال العجب والاستغراب.. كيف لا وأنا أعلم وأعرف وأتيقن وأحفظ في تجويد كل أدبيات «الأخوان» وتحديداً الأخوان المسلمين.. كانوا في ذاك الزمان البعيد يعيبون ويعيرون الطائفية ويسخرون- ولهم الحق- من حزب الأمة الذي يعتمد على طائفة الأنصار، وكيف أن هيكل بنيانه وأعمدته وكل سقوفاته من طائفة الأنصار، وكانوا أيضاً يسخرون ويضحكون على الاتحادي الديمقراطي المسنود والمرتكز على طائفة الختمية .. كانوا يتحدثون عن بؤس الجماهير التي تندفع وتتدافع إلى صناديق الاقتراع تلبية للإشارة.. وها هو الزمان يستدير.. وها هو حزب المؤتمر الوطني.. يفعل نفس ما كان يعيبه على طائفتي الأنصار والختمية.. ونحن نرى أن هذا الحزب الذي يتوهط في تل قيادته الأساتذة، والدكاترة، والبروفات، هذا الحزب يأمر بل يشير على جماهيره في عدة دوائر للتصويت لمرشح الإتحادي الأصل، وفي دائرة أخرى يشير لجماهيره بالتصويت لحزب «الدقير» وفي دائرة ثانية يوجه جماهيره بالتصويت لأحزاب الأمة ذاك المتحد، أو الفدرالي، أو أي اسم معتمد في مفوضية «الأصم»، عجيب أمر تلك العودة الحزينة لما اندثر من صفحات التاريخ، وأعجب منها كيف يصوت عضو ملتزم في «المؤتمر الوطني» لحزب آخر في ساحة التنافس الديمقراطي.. وهل هو تنفيذ للأوامر إذاً كيف تكون «الإشارة» إن لم تكن مثل هذه.. ولنا أن نسأل هل صوت هذا العضو للشخص المرشح أم صوت لبرنامج الحزب المنافس. ويمتد الحزن فقط للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل فقط أنا حزين لهذا الحزب العريق، والذي كان ثابتاً في آخر انتخابات في الديمقراطية الثالثة، وقبل أن تدهسها خيول الإنقاذ كيف يقبل في «مسكنه» هذه الهدية.. وللفائزين منه هل من دفع بكم إلى البرلمان هم جماهير الاتحادي الأصل أم أنهم أعضاء «المؤتمر الوطني»، وتبلغ المهانة والمسكنة مداها وأحد الفائزين من منسوبيه يشكر- وعبر الصحف- المؤتمر الوطني قيادة في دائرته وقاعدته ناسباً فوزه إلى مجهوداتهم الجبارة وجهدهم الكبير في فوزه.. والله مسكين الاتحادي «الأصل» وبكرة نواصل..