٭ قبل أيام اصطحبني أخي وصديقي الأستاذ (هساي) معه إلى مقر المنسقية العامة للخدمة الوطنية.. وأتاح لي مشكوراً فرصة الاستمتاع باللحظات الجميلة التي أمضيناها هناك وسط حفاوة بالغة واستقبال حار من الأستاذ عبدالقادر محمد زين المنسق العام للخدمة الوطنية وأركان حربه من الشباب الذين يقودون معه مسيرة النجاح في هذه القلعة الوطنية العملاقة.. وعلى الرغم من أن مناسبة الزيارة كانت مبادرة كريمة من الأستاذ عبدالقادر الذي ما زال يتعامل معنا ونتعامل معه بوجهه الرياضي المشرف الذي عرفناه وخبرناه أثناء الفترة الزاهية التي تقلد فيها مهام وزير الدولة للثقافة والشباب والرياضة وقدم خلالها إنجازات ضخمة جعلت العاملين بالوزارة يودعونه بالدموع كما قال هساي عندما حان أوان رحيله من الوزارة إلى موقع آخر. كانت مبادرة طيبة من الأستاذ عبدالقادر أن يحتفي بالزميل (هساي) وكتابه الجديد (أحداث كروية تبوح بأسرارها). وكان الاحتفال ذا شقين أحدهما معنوي تمثل في دعمه للكتاب.. والآخر أدبي تمثل في كلمات الإشادة والتقدير لما بذله الأخ هساي من جهد فكري وأدبي ومادي في إصدار هذا الكتاب (الموسوعة).. وقلت للأستاذ عبدالقادر ليس غريباً عليك أن تفعل هذا وأنت الذي نشهد لك بالكثير من المواقف التي يتجلى من خلالها اهتمامك بالتوثيق كقضية محورية تقفز إلى مقدمة اهتمامك في كل المواقع التي تقلدتها دون استثناء.. وكان للتوثيق الرياضي نصيب كبير من اهتمامك إبان توليك مهام وزارة الدولة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة فأصدرت قرارك الشهير بتشكيل لجنة قومية من خبراء رياضيين وعلماء ومختصين للإعداد لموسوعة السودان الرياضية.. ولقد أبلت اللجنة بلاءً حسناً، وواصلت العمل ليل نهار ولأكثر من عام حتى فرغت من مهمتها على أكمل وجه.. وبعد مغادرتك للوزارة استمر هم الموسوعة الرياضية بشكل هاجساً قومياً ورياضياً لك ولكنها لم ترَ النور حتى الآن بسبب إهمال الوزراء المتعاقبين على كرسي الوزارة لأمر الموسوعة باستثناء الوزير حاج ماجد سوار الذي أشهد له شخصياً بأنه كان أكثر وزراء الشباب والرياضة اهتماماً بموسوعة السودان الرياضية وكلفني شخصياً بوضع اللمسات النهائية للموسوعة قبل الدفع بها إلى المطبعة وتكريم اللجنة القومية التي أشرفت على هذا المشروع الرياضي التوثيقي العظيم. خلال زيارتنا للمنسقية اكتشفنا الوجه الآخر لمنسقية الخدمة الوطنية والطفرة الهائلة التي أحدثها عبدالقادر محمد زين في واحدة من أكبر مؤسساتنا الوطنية ارتباطاً بالشعب وتوجهاته.. وهي لم تكن طفرة في (المباني) وحدها.. ولكن صحبتها طفرة في (المعاني) أيضاً وفي القيم والثوابت التي غيّرت نظرة الشعب السوداني للمنسقية من (بعبع مخيف) إلى واحة ظليلة تتنادى إليها جموع الشباب والطلاب من كل مكان وتلقى في رحابها بشريان الانطلاق نحو مستقبل مشرق وفق خطة محكمة وإستراتيجية واضحة المعالم ورؤية ثاقبة لدور كبير تؤديه المنسقية في خدمة الوطن العزيز في كافة مجالات التنمية ومركز دقيق ومرتب للمعلومات لو استعانت به مفوضية الانتخابات لما ارتفع صوت واحد بالنقد للسجل الانتخابي كما يحدث الآن..!!