٭ من المعلوم والمشروع أن تقف الاتحادات المحلية بكل ثقلها خلف أنديتها التي تمثلها في المنافسات القومية.. فهذا من أوجب واجباتها.. بل من صميم مسؤولياتها تجاه منسوبيها من الأندية. ٭ وقد درجت العديد من الاتحادات على برمجة مباريات دورياتها المحلية.. بما يتوافق مع أعداد ممثليها في التأهيلي.. وبرمجة بعض المباريات بصفة خاصة لإطلاق سراح لاعبيها الموقوفين والمنذرين.. ورغم أن هذا الإجراء يعد نوعاً من التحايل إلا أنه يتم وفقاً لصلاحيات الاتحادات التي تكفلها لها القوانين. ٭ كل تلك الممارسات مفهومة ومعلومة ومبلوعة.. ولكن تعالوا سادتي «بطلوا ده واسمعوا ده» على رأي المقولة المصرية المتداولة.. لنحكي لكم كيف تجرأ أحد الاتحادات المحلية.. وأقدم على تزوير أورنيك تسجيل لاعب يشارك ناديه في التأهيلي.. بغرض حمايته من عواقب الشكوى الصحيحة التي تقدم بها نادٍ منافس كشف خلالها النقاب عن عدم قانونية تسجيل اللاعب أساساً بسبب توقيعه لناديه الجديد قبل أن يشطب من ناديه القديم «المستندات بطرفنا». ٭ وإذا كنا قد سلمنا بانهيار كرة القدم السودانية.. فلا يمكن أن نسكت عن انهيار القيم وفساد الممارسات الرياضية ببلادنا.. وكما قال الشاعر: «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا». بعيداًَ عن الرياضة.. قريباً من السرطان ٭ لا أدري والله هل اطلع السيد والي الجزيرة وحكومته.. على تفاصيل الحوار الصحفي الخطير الذي أجرته صحيفة «النهار» مع البروفيسور نبيل حسن بشير نائب عميد معهد النيل الأزرق للأمراض السارية والخبير المكلف من قبل برنامج الأممالمتحدة البيئي للتخلص من النفايات.. وحديثه الخطير حول كارثة المبيدات المسرطنة بولاية الجزيرة.. أم أنه مر كالعادة مرور الكرام في غمرة انشغال الجميع بالانتخابات.. أكثر من اهتمامهم بصحة مواطني الجزيرة «الغبش». ٭ ولكل من فاته الاطلاع على إفادات البروف الخطيرة الصادمة.. نعيد نشر مقتطفات منها للمصلحة العامة فماذا قال: ٭ قبل عشرة أعوام حصرنا مبيدات مسرطنة بمخازن مشروع الجزيرة تصل إلى «052» طناً زائداً «008» طن بذرة معاملة ومعفرة بهذه المبيدات.. وفي شهر يوليو الماضي طلبت الأممالمتحدة منا إعادة حصر المخازن والمبيدات الفاسدة وعندما شرعنا في حصر المخازن مرة أخرى اكتشفنا أن كل تلك الكميات اختفت ولا أثر لها ولا نعلم من الذي أخذها.. واكتشفنا أيضاً اختفاء العديد من المخازن بما فيها من مكونات وأصول كالجملونات والكمر والزنكي كلها اختفت. ٭ ويواصل البروف سرده للمأساة المريرة قائلاً: ذهبنا لإدارة المشروع وأخبرناهم بذلك.. وقالوا لنا لا علم لهم بالأمر.. فرفعنا تقريراً للأمم المتحدة وأبلغنا والي الجزيرة قبل شهر من الآن.. لكن الوالي وحكومته عملوا نايمين!! ٭ واختتم البروف إفادته محذراً ومنذراً بحدوث كارثة صحية في ولاية الجزيرة خلال العامين القادمين.. تتمثل في تفشي السرطانات والفشل الكلوي الذي سيجتاح الولاية «وربنا يستر ويلطف بأهل الجزيرة الغبش الذين ينشغل عنهم مسؤولوهم بالانتخابات واللهث خلف الكراسي.. بينما يهملون تماماً الخطر الذي يحدق بمواطنيهم» والفقرة الأخيرة ما بين الهلالين من عندياتي أنا ولم ترد في تصريحات البروف. آخر السطور ٭ شرعت الآليات في نبش أرضية إستاد ودمدني.. تمهيداً لفرشه بالنجيل الصناعي بعد أن ركب الاتحاد رأسه وأصر على تنفيذ المشروع رغم الاعتراضات التي انهمرت هنا وهناك. ٭ وبعد أن أصبح الأمر واقعاً معاشاً لا نملك إلا أن نناشد الاتحاد بأن «يشد حيلو» مع الشركة المنفذة لإكمال العمل في المواعيد المقررة حتى لا يتضرر سيد الأتيام باللعب خارج أرضه ويضيع منا كما ضاع الرومان والأفيال.