مصعب محمد علي /تصوير: سفيان البشرى بعد أن ذهبت بطفلها إلى أحد المراكز الخاصة بتأهيل الأطفال للكشف عن نسبة ذكائه.. قررت ندى محمود العمل لصالح الأطفال في كافة مستوياتهم.. فهي ترى أن هذا العالم - الطفولة - غير الحنان والرعاية يحتاج إلى الوعي والدُربة، تجنباً للمزالق والمشكلات التي تسببها لهم أسرهم دون قصد، ونصحت ندى بضرورة تعزيز الثقة لدى الأطفال من خلال إشراكهم في الحوار.. لأن لديهم رغبات مستمرة في اكتساب المعرفة والتعلم. ندى تحدثت عن الطرق التي يجب أن نتعامل بها مع الأطفال الذين يخافون من الظلام، وكيف يجب أن نتعامل معهم وكيف نجعل منهم كائناً اجتماعياً بامتياز، وتحدثت عن الشغب الذي يحدثونه أثناء وجود الضيوف وكيفية التعامل معهم داخل هذا الحوار تكشف لنا عن جوانب عديدة تخص الأطفال والأمهات :- * ما هو دافعك لدخول هذا المجال؟ - ذهبت بطفلي إلى أحد مراكز التدريب وتنمية المهارات النفسية للطفل، وذلك لقياس معدل الذكاء عنده، فقد ظننت أنه يعاني من مشكلة في نسبة ذكائه، وبعد عدد من المعاينات وجدت أنه طفل طبيعي، وما وجدته في المركز من اهتمام ووعي في التعامل مع الأطفال دفعني للالتحاق به. * وما هي أهم سمات هذا المركز؟ - المركز يعمل على توعية الأمهات بضرورة التعامل مع الطفل على مستوى السلوك واتجاهات التفكير. * السمة الواضحة في التعامل مع الأطفال هو غياب الحوار؟ - الحوار بين الطفل والأم مهم جداً، فهو يعزز الثقة لدى الطفل، كما أنه يفتح ذهنه لينظر إلى الواقع المحيط به بذهن مفتوح. * الأطفال عادة أصحاب أسئلة لا نهائية، الإجابة عندهم يتبعها سؤال؟ - لذلك لا بد من أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، ويجب على الأمهات والآباء الصبر في إدارة الحوار وأن لا يحاول أي طرف منهما إعطاء الطفل إجابات غير منطقية. * خاصة وأن معدل الذكاء عند الأطفال الآن أصبح كبيراًً؟ - ولأن الفضاء أصبح أمامهم مفتوحاً وكل شيء متاحاً للمعرفة، وعندما يتلقى الطفل المعلومة تجده يتساءل عنها، لأنه يشعر برغبة مستمرة في المعرفة والتعلم، وهذا أمر صحي وإيجابي. * هنالك بعض الأسر عندما تعجز عن الإجابة يلجأون إلى قمع الطفل؟ - هذا النوع من السلوك يسبب مشاكل كبيرة للأطفال، وقد يقتل فيهم الرغبة في المعرفة وروح المبادرة. * وما هي الأشياء التي تقتل المهارة لدى الأطفال؟ - قد تكتشف في لحظة ما أن طفلك ماهر في شيء ما.. ويحتاج إلى الرعاية والعناية.. لكن بحجة المشاغل والكسل يُهمل الطفل.. وهذا ما يقتل مهاراتهم، هذا إلى جانب العنف بمختلف أنواعه اللفظي والبدني وأعني باللفظي الأوصاف التي تقال للطفل في حالة ارتكب خطأ ما.. فيوصف ب «الغبي أو البليد».. وغيرهما. * ولا ننسى محاولة زرع الخوف في نفس الطفل؟ - طبعاً هذا الشيء خطير.. هناك أطفال مثلاً يخافون من الظلام، ويتخيلون أشياء قد تحدث لهم.. هناك أمهات وآباء وبعفوية يقولون لأطفالهم «الحرامي بيجيك»، «السحار بياكلك» وقد لا يعرفون أن هذه الجملة تفعل فعلها عند الطفل - لذا يجب تجنب مثل هذه العبارات، ولا بد من زرع السكينة والطمأنينة في أنفسهم. sطرف وبمعزل عن الآخر يسبب مشاكل .. لذلك لا بد أن يعرف الأطفال أن الطرفين مهمان في حياته. * هل أنت بصدد إنشاء مركز لتأهيل الأمهات؟ - أنادي بضرورة إنشاء مراكز لتأهيل وتدريب الأمهات، وأتمنى أن يصبح هذا المنهج جزءاًَ من المنهج التربوي في المدارس.