نهى حسن: التعامل مع الطفل العنيد يشكل هاجسا يؤرق مضاجع كثير من الأمهات والآباء، حيث يصبح إرضاؤه من اكثر التحديات التي لها اثر سالب على نفسية الطفل ومن يتعاملون معه. في كثير من الحالات نشاهد بعض الاطفال يرفضون املاء الأوامر او الاستجابة للتوجيهات او تعليمات الآخرين التي كثيرا ما تكون مخالفه لواقع الطفل مما ينتج عن ذلك اصراره على رأيه، فمثلا تصر الام على ان يرتدي ملابس بعينها او يضع قبعة على رأسه يمكن للطفل ان يواجه هذا الشيء بالكثير من الرفض والعناد «البيت الكبير» أجرى استطلاعا وسط المهتمين بسلوك الطفل من اهل الرأي والتخصص وخرجنا بالآتي: الأستاذة حنان الجاك الناشطة الاجتماعية والمختصة في علم النفس تقول: في البداية اقول ان هذا الموضوع مهم جدا لما يترتب عليه في تربية الابناء وتنمية سلوكهم المستقبلي في كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعناد من اضرابات الأطفال المعروفة وأيضا حيلة من الحيل الكثيرة التي يضغطون بها على الاهل لتنفيذ رغبة ما او لرفضة أوامر او أشياء فرضت عليهم وهم يرونها مرفوضة من جهة نظرهم وللتعامل السليم الذي يجعل من هذا الطفل يتقبل ما يريد الاهل نقول اولى خطوات هذه المعالجة لا بد من معرفة اسباب عناد الطفل وكيفية التعامل والتغلب عليها ايضا من الأشياء التي يجب على الاهل معرفة هل هو فاقد لتوازنه النفسي ام هو سريع الغضب ومزاجي؟وهل يتحدى الأوامر اغلب الاحيان؟وايضا هل هو كثير الجدل مع اخوانه؟ايضا يجب على الام ان تتدرب على بعض المهارات في كيفية التعامل مع هذا الطفل وان تقدم الأوامر بهدوء وبدون تشدد ودون استخدام للعنف اللفظي او الجسدي، ايضا ان تطلب الأم من طفلها الكف عن العناد والاشياء التي تسبب في عناده وعدم اعطائه اوامر كثيرة في وقت واحد ومراقبة الوسائل الاحتجاجية لديه في حالة الغضب، ايضا الانتباه لعدم تكليفه بأعمال تفوق طاقته او بالضغط عليه في المذاكرة بصورة سالبة مما يجعله يزيد من عناده واصابته بالإحباط كل حالة تفسر وما يحيط بها من أحداث. الدكتورة والاكاديمية في علم النفس والدعم الاجتماعي عفاف يحيى تقول: البيئة والشخصيات المحيطة بالطفل وحالته التي يعيشها هذه العوامل مهمة لتفسير الحالة التي ادت الى عناد هذا الطفل ايضا من اهم خطوات التعامل مع عناد الاطفال عندما نعلم السبب او الأسباب هنا يتم التشخيص السليم ومن ثم المعالجة ايضا معرفة شخصية الام والاخ والاخت الكبيرة وهل هؤلاء الناس يعاملون هذا الطفل بتسلط اذا كانوا يعاملونه بغلظة وتسلط حتماً سيخلقون طفلا متشددا وعنيدا لذلك الطفل العنيد يحتاج لتعامل خاص ومليء بالترغيب والاغراء. على الوالدين التحلي بالصبر في التعامل مع الطفل العنيد الأستاذ فيصل عبد القادر يقول: من اجل التعامل مع الطفل العنيد لا بد للوالدين ان يتحليا بالصبر مع سلوك الطفل العنيد لان اي اتجاه منهما لتعديل سلوكه سيقابله بعناد اكبر والطفل من سن السبع سنوات الاولى من حياته يريد أن يشعر بانه يحتل مكانة مهمة في قلوب والديه سواء كان ذكرا ام انثى يجب الانتباه الى هذه الناحية مثل الاصغاء اليه حين يتحدث واخذ مشورته في القضايا التي تعود اليه واحترام رأيه. العناد أسلوب ضغط من الطفل لتنفيذ رغباته اميرة حسين ربة منزل وام لأربعة ابناء تقول: من اصعب المواقف التي تجابه الام في تربية ابنائها وجود طفل عنيد لان ارضاءه من اصعب المهمات في التربية حيث يكون الطفل المتشدد في حالة عصيان وجدل مستمر وهذا السلوك المتعصب يجعل الام غير مسيطرة ودائما ما تقابله بعقاب قاس بعض الشيء ولكن يواجهه هذا الطفل بعناد اكبر ويصر على موقفه اكثر ولدي تجربة شخصية مع طفلي الثاني بين اخوانه لا ينفذ إلا ما يريد واذا تدخلت لأي سبب من الاسباب أجده قد لجأ لاسلوب العناد وعدم التراجع عن قراره وقد فهمت انه نوع من انواع الضغط الذي يمارسه الاطفال علينا لتنفيذ ما يريدون مثل اسلوب البكاء عندهم تماما. رأي أهل الاختصاص الأستاذة ماجدة عباس المختصة في علم النفس ودراسات الاسرة والطفل تقول: عناد الاطفال ظاهرة معروفة في سلوك الاطفال حيث يرفض ما يؤمر به او يصر على تصرف ما ايضا يتميز العناد بالاصرار وعدم التراجع حتى في حالة الإكراه ولعناد الأطفال اشكال كثيرة مثل عناد التصميم والارادة وهذا العناد يجب ان يشجع ويدعم لانه نوع من التصميم فقد نرى الطفل يصر علي تكرار محاولاته في الوصول لمعرفة شيء ما وغيره,والشكل الثاني من اشكال العناد عند الأطفال هو العناد المفتقد للوعي ويكون بتصميم الطفل علي رغبة دون النظر الى العواقب المترتبة على اصراره ومن المؤكد ان الطفل يمر بمراحل النمو النفسي وحينما تبدو عليه علامات العناد غير المبالغ فيه فان ذلك يشير الى مرحلة النمو وهذا يساعد الطفل على الاستقرار واكتشاف نفسه وقدرته على التأثير مع الوقت سوف يتعلم ان العناد والتحدي ليس بالطرق السوية لتحقيق المطالب، ولتجنب هذا يجب على الامهات والآباء الابتعاد عن إرغام الطفل على الطاعة كما يجب اللجوء الى الدفء في المعاملة اللينة والمرونة وشغل الطفل بأشياء اخري والتمويه اذا كان في عمر حرج.