و.. السيد الهلال عندما ينازل سانغا باليندي الكنغولي مساء اليوم في إياب الدور السادس عشر لحساب دوري رابطة الأندية الأفريقية الأبطال ترنو الأفئدة نحو ملعب الهلال .. وتناظر الأبصار فضاء المكان في ملعب أم درمان.. يسبق عذب الأماني إيقاع الخطاوي .. والآمال لا تحدها حدود في الفرسان ليلة النزال في معترك الأبطال. هو يوم هلالي خالص .. يوم جماهير الهلال التي لم تتخل يوما عن معشوقها .. هو يومها من الصباح الباكر لتكرر لنا المشاهد والملاحم العظيمة التي صنعتها بحناجر لا تتوقف عن الهتاف، مرددة اسم الهلال وقبله وطني السودان . تلك الملاحم التأريخية ظلت محفورة في الذاكرة لعظمتها .. كلنا يذكر يوم أن قهرنا ناساروا النيجيري بالمقبرة بثلاثية بيضاء؛ أهلت الأزرق للعب ضربات الترجيح.. ومنها انطلق المارد الازرق في العام 2007 نحو القارة الأفريقية، مجندلا أنديتها ناد تلو الآخر، حتى بلغ به المقام نصف النهائي الأفريقي كاول فريق سوداني يصل هذه المرحلة بمسماها الجديد . تلك المكانة الرفيعة التي بلغها السيد الهلال كانت بفضل الله ثم جماهير الهلال العظيمة .. ولأن سقف طموحات الأهلة بلغ مداه هذا العام، وباتت الجماهير تفكر جهرا في التتوييج بالذهب الأفريقي .. والتتويج الذي تحلم به جماهير الهلال ياتي خطوة خطوة .. تبدأ الخطوة الفعلية له اليوم بالوقوف خلف اللاعبين حتى يتاهل الفريق الي مرحلة دور الثمانية .. وبعدها يمكننا أن نفكر بصوت عال في التتويج باللقب الأفريقي، الذي بات حلما أزرق تنتظره جماهير الهلال منذ زمن طويل. هدير الجماهير هو المعبر الرئيس للسيد الهلال إلى مرحلة المجموعات، وهي مرحلة لا تعد غريبة على فتية الأزرق، ولن أبالغ إن قلت إن الهلال أصبح أساسيا في الظهور في هذه المرحلة بعد تشبع نجومه بالخبرات المكتسبة من اللعب المتواصل في هذه المراحل المتقدمة من البطولة. المدير الفني للفرقة الزرقاء أبدى امتعاضه الشديد لخلو مدرجات الهلال عشية مباراة هلال الفاشر من الجماهير .. ليس هذا فحسب، بل ناشد الجماهير بضرورة التدافع نحو الملعب للوقوف خلف الأبطال .. وأنا هنا أعذر نبيل الكوكي ابن تونس الخضراء ... أعذره لأنه للاسف الشديد لا يدرك مدى تعلق جماهير الهلال بنجومها ... أعذره لأنه لم ير جماهير الهلال في ملاحمها التأريخية ... أعذره لأن المسؤولين الآن بالهلال لم يبينوا له عظمة جمهورنا ! كان على المسؤولين بنادينا أن يبثوا الإطمئنان في قلبه .. كان عليهم أن يقولوا له أن جماهير الهلال لا تحتاج إلى دعوة من أحد لتقف خلف معشوقها الأبدي .. كان عليهم أن يقولوا له إن ملعب الهلال عشية مباراة اليوم لن تجد فيه موطأ قدم .. كان عليهم أن يرووا له قصة التلاحم الجماهيري الكبير في مباريات الهلال الأفريقية، خاصة مبارايتي ناساروا النيجيري والأهلي المصري، أو يطلعوه على تسجيل لتلك المباريات .. وإن فعلوا ذلك لما طالب المدرب الجماهير بضرورة الإحتشاد في مقبرة الأبطال. كل الروابط الزرقاء جاهزة عزيزي الكوكي للوقوف مع أبنائها .. أولتراس بأناشيدها الحماسية والممجدة لابطال الهلال .. الموج الأزرق. برجالها وشعاراتها وأغنياتها.. الأقمار.. وكل الروابط الأخرى أعلنت جاهزيتها لهذه المعركة الفاصلة دون أن يطلب منها أحد . تلك هي الوسيلة التي ظلت تنتهجها تلك الروابط هي الوقوف خلف ابطالها اينما حلوا وفي أي زمان ومكان. تلك هي جماهير الهلال عزيزي الكوكي قد أعلنت الاستنفار وسط قواعدها .. ولم يبق شئ سوى الأداء داخل الملعب.. وتلك هي مسئوليتك ومسئولية اللاعبين.