تجدّدت المواجهات المسلحة بين قبيلتي المعاليا والرزيقات بمنطقة «أبوكارنكا» بولاية شرق دارفور، وسط أنباء عن سقوط جرحى وقتلى، جراء الاقتتال الذي يعد الأعنف من نوعه، بحسب إفادات تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر مختلفة. وأكدت مصادر ل«سودان تربيون» أن المواجهات أدت إلى إغلاق المحال التجارية بمدينة الضعين في أعقاب نشوب القتال داخل محلية أبوكارنكا التي تعتبر واحدة من أكبر معاقل قبيلة المعاليا. في الأثناء ناشدت مبادرة صحفيون ضد العنف القبلي رئيس الجمهورية بالتدخل العاجل والمساهمة في إيقاف الصراع بين القبيلتين، وقرر عدد كبير من الصحفيين والصحفيات تنفيذ وقفة اليوم أمام القصر الجمهوري للفت الانتباه للمآسي التي تجري بشرق دارفور ولمطالبة الرئيس بالتدخل لفض النزاع ، حيث تنادى الأعلاميون عبر الوسائط للمشاركة في الفعالية التي تقام ظهر اليوم. وفي السياق أعربت بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور «اليوناميد»، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد التوتّر بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا بشرق دارفور، ورحبت في الوقت ذاته بنشر الحكومة لقوات إضافية بهدف إقامة منطقة عازلة بين القبيلتين والجهود المستمرة التي تبذلها لنزع فتيل التوتر. ودعت البعثة في بيان لها أمس حصلت «آخر لحظة» على نسخة منه، الحكومة لتكثيف المزيد من الجهود لتجنب تصاعد وتيرة الصراع. وحث البيان زعماء وأعضاء القبيلتين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والانخراط في حوار مُجدٍ من شأنه تسوية خلافهما والامتناع عن الأفعال التي من شأنها أن تؤدي إلى نشوب العنف والنزوح. وأعلنت البعثة، في ذات الوقت، مواصلة جهودها في حماية المدنيين المتأثرين وتسهيل ودعم جميع الجهود التي تبذلها الحكومة والإدارة الأهلية إضافة إلى زعماء القبيلتين وغيرهم من الشركاء، لنزع فتيل التوتر والتوصل إلى المصالحة بين قبيلتي المعاليا والرزيقات بما يتماشى مع تفويضهم. وعلى صعيد آخر قال ناظر البطاحين الشيخ منتصر خالد طلحة والذي يقود مبادرة واسعة لإيقاف الحرب إنه أجرى اتصالات أمس بناظري المعاليا والرزيقات، مشيراً إلى أنه وجد تجاوباً من الطرفين. ودعا الناظر للإسراع بإيقاف العدائيات، حاثاً الحكومة والإدارات الأهلية لإيجاد حل للأزمة، وقال إنهم على استعداد للذهاب إلى هناك إذا لزم الأمر، إلا إنه شدد على أهمية إيقاف القتال وحقن الدماء ثم الانتقال إلى مربع الحوار بالكلمة بدلاً عن الاقتتال.