هذه اللوحة تحكي عن مملكة نبتة وعظمتها كأهم فترة في تاريخ السودان والتي استمرت نحو الف عام وتداول حكمها أكثر من سبعين ملكاً.. وبدأت مملكتهم تلك قبل 800 سنة قبل الميلاد وكان الملك «بعانخي» المدفون بالمقبرة الملكية بقرية «الكرو» شمال مدينة كريمة على بعد حوالي 10 كلم وهو الملك الذي امتدت مملكته شمالاً حتى مصر. وهذه اللوحة تحكي عن الموت والحياة الأخرى.. كما كانوا يعتقدون كما تعكس مسيرة حياة الملك منذ تتويجه وحتى مماته وبعد ذلك يتولاه الإله «حورس». ولمزيد من القاء الضوء على هذه اللوحة التقينا بالاعلامي الفنان عبدالله عبدالرحيم الحسن المكتشف والقائم على أمر هذه اللوحة وكان هذا اللقاء الثاني:- متى وكيف خطرت عليك فكرة تنفيذ اللوحة؟ - أنا من أبناء تلك المنطقة واتذكر عندما كنت بالمرحلة المتوسطة قمنا بزيارة مناطق الآثار ومن ضمنها «جبانة الملك بعانخي» التي توجد بها هذه الرسومات ومن ذلك الزمن رسخت هذه اللوحة في ذهني.. كيف تنفذها وما هي مكونات التنفيذ؟ - للتوثيق لهذه اللوحة التي صمدت هذا الزمن الطويل كان همنا واهتمامنا الأول عمل لوحة أخرى «طبق الأصل» تتسم بالمتانة ولهذا اخترنا استخدام الرخام كمادة أساسية لنحتها وعمل مربعات رخامية ومن ثم يتم تجميعها لتعطي الشكل النهائي لللوحة. لماذا اخترتم سد مروي؟ - باعتبار سد مروي صرحاً كبيراً من البناء ومن الناحية الاقصادية هو بلا شك امتداد لحضارة وعراقة المنطقة فهو أنسب مكان لتجسيد هذه اللوحة على جسم ألسد وستأتي مكملة لعظمة هذا الصرح الكبير وستكون هذه اللوحة قبلة ومزاراً للسياح المحليين والأجانب وستبقى شامخة باقية ما بقي السد. هل استعنتم بآخرين للوصول للشكل النهائي؟ - نعم لقد استعنت بالزملاء الفنانين من السودان ومصر وسوريا وذلك لأن هناك بعضاً من اجزاء اللوحة قد تعرض للزوال في الجانب الأسفل للقبو بفعل الأمطار والرطوبة وقد بذلنا جهداً كبيراً للتوصل لاتمام بعض الرسومات الناقصة اعتماداً على نظيراتها من الآثار المصرية.. أما من جانب البناء والأساسيات والهيكل فقد استعنا بمهندسي جامعة السودان مشكورين لعمل الخرط الانشائية التي تستند عليها اللوحة الرخامية. متي عرضتم الفكرة على وحدة تنفيذ السدود ومدى قبولهم لها؟ - كان ذلك في شهر أغسطس من العام الماضي 2009م وقد قدمنا خطاباً لوحدة السدود عرضنا عليهم الفكرة وبالفعل قد وجدت كل القبول.. بل أحدثت صدى خاصة من قسم الإعلام ومن ثم كلفوني باتمام الدراسات لهذه اللوحة وفعلاً قمنا بزيارة لمقر اللوحة بقرية (الكرو) برفقة مسئول الاعلام بالوحدة الأستاذ إبراهيم شقلاوي والذي أبدى اعجابه بقيمة اللوحة وأعلن عن استعدادهم لتنفيذها وبعدها قمنا بعمل الدراسات والتصميمات واكتمل الملف فنياً وانشائياً وسلم في شهر أبريل عام 2010م. هل بدأتم خطوات التنفيذ؟ - للأسف لا لم يحدث أي تحرك ايجابي من جانب وحدة تنفيذ السدود بالرغم من أني عرضت عليهم اقتراحاً باشراك بعض المؤسسات للمساهمة في تكلفة هذا العمل. كلمة أخيرة - هي مناشدة للسيد أسامة عبدالله وزير الكهرباء السدود أن يولي عنايته واهتمامه الخاص لهذه اللوحة النادرة.. حتى ترى النور فهي توثق لتراثنا لكي لا يندثر.. وشكري بعدالله لاسرة تحرير (آخرلحظة) على جهدها وجهادها في كل ما يعلي شأن هذا الوطن.