استبشرنا خيراً كثيراً بإستعانة الإذاعة الرياضية بالفنان الأستاذ محمد ميرغني في ما يتعلق بالتسجيلات الغنائية والتعامل مع الفنانين، وأذكر وقتها أن الفنان الكبير قال لنا وهو يتولى منصبه الجديد بإذاعة (صوت الرياضيين الأول) أنه سيقوم بتنفيذ كامل قانون الملكية الفكرية، وأنه سيؤسس لأدب جديد فيما يتعلق بحقوق المبدعين، سواء أكانت حقوقاً أصلية أو حقوقاً مجاورة، ومرت الأيام والشهور وما زالت الإذاعة الرياضية في وجود محمد ميرغني تهضم بعض الحقوق الأدبية لبعض المبدعين، مثلما حدث وما زال يحدث الآن مع النشيد الشهير (نحنا بنلعب للسودان) الذي صاغ كلماته بكل الإبداع الشاعر المرهف الصديق عمر محمود خالد، وقام بتلحينه بكل الإقتدار والروعة الموسيقية الأستاذ يوسف السماني، وأداه الفنان الشاب هشام درماس، ولأنه نشيد رائع ويحمل الكثير من رسائل التربية الوطنية والرياضية والمعاني السامية لمعنى الرياضة، ولأنه صار النشيد الرياضي القومي الأشهر، فوالله من الظلم أن تذيعه الإذاعة دون الإشارة لأصحابه، سواء أكان الشاعر أو الملحن أو المؤدي، وفي ذلك هضم بيِّن لحقوق هذا الثلاثي المبدع . نأمل من الأخ الفنان محمد ميرغني أن يعيد الحقوق الأدبية لأصحابها، وأن يفي بوعده الذي قطعه لنا قبل سنوات في التأسيس، وتفعيل هذا الجانب حتى يكون لإذاعة الرياضيين الأولى السبق والريادة من بين كل الإذاعات في هذا الجانب، وعندما أقول كل الإذاعات لأنها كلها تمارس سياسة الظلم، وهضم الحق الأدبي للمبدعين الذين تقدم أعمالهم دون أن تشير لأسمائهم، وهو ما يمثل عدم مسؤولية وجهل فاضح بثقافة الملكية الفكرية، واستغلال لحقوق البسطاء لأن معظم مبدعينا ويتعاملون بالجودية، ويقبلون بالكلمة الطيبة والإعتذار الرقيق، وهو الشيء الذي استمرأته هذه الإذاعات دون تأنيب ضمير. آخر الشوف : على أستاذنا محمد ميرغني أن يعلم أن الإذاعة الرياضية لم تأتِ به كبيراً للمخرجين ولا رئيساً لقسم المذيعين، وإنما من باب ثقتها فيه وفي مقدرته على حفظ حقوق الإذاعة والمبدعين على السواء، فإذا فشل في ذلك فعليه أن يتقدم باستقالته اليوم قبل الغد، وسنحفظ له أنه الفنان الكبير الذي أتحفنا بالدرر الغوالي من الأغنيات.