شراء الأكل الجاهز سواء من الكافتيريات أو المطاعم أو عن طريق خدمة التوصيل (الدلفيري) اعتادت عليه عدد من الأسر والأفراد لعدة أسباب، منها أن ظروف وطبيعة العمل تحول دون الدخول إلى المطبخ وإعداد الوجبات، حيث نجد أن جميع أفراد الأسرة لديهم جميع ما يشغلهم سواء كانوا طلاباً في المدارس أو الجامعات أو في العمل. الظاهرة الجديدة التي انتشرت هذه الأيام تتمثل في تأجير سيدات يقمن باعداد وجبات الأسر، مما يكفي حاجتهم لمدة اسبوع وتقوم الأسرة من جانبها بتجهيز كم من الخضار واللحوم والمستلزمات المصاحبة وتضع الأطعمة في الثلاجة أو (لدي فريزر). السيدات اللائي يعملن لم يعدن حصرياً على الأسر الميسورة، بل أمدت الظاهرة لتشمل الأسر المتوسطة، نظيرمبلغ مالي قدره مائة وخمسين جنيهاً لاعداد الوجبات ليوم واحد.. وتقول العاملة نعمة إنها تعمل عشر مرات في الشهر، وعائدها الشهري ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمسين جنيهاً.. وهذا إلى جانب إعداد الوجبات للمناسبات، حيث يتجاوز الدخل الشهري الخمسة ملايين جنيه. علقت إحدى (الحبوبات) على هذه الظاهرة إن المطبخ (راح شمار في مرقة)، وسوف يصبح دخول ربات المنازل والبنات من الأشياء النادرة وشيء.. من الذكريات.. وأضافت إلى عهد قريب لم تكن الأسر تقوم باستخدام الطباخين سودانيين الرجال أو النساء، وكان كل العمل يقمن به النساء من الأقارب والجيران في المناسبات الاجتماعية المعروفة، وبمرور الزمن انتشرت ظاهرة استخدام الطباخين لكثرة المدعوين من المعازيم واعداد الكميات الكبيرة من الأصناف المختلفة مقابل آلاف من المدعوين.. وأخيراً انتقلت الظاهرة إلى حد كبير وسط الأسر باستخدام الطباخين حتى في إعداد الأصناف مثل عيد الأضحى والمناسبات العادية لضيوف لا يتجاوز عددهم عشرين أو أقل. من هذا يتضح أن المرأة في المدن في طريقها إلى هجر المطبخ.