محمد البشاري : سارعت الحكومة إلى دحض وتكذيب ما أثير بكثافة في المواقع الإسفيرية بشأن توقيف رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بمدينة جوهانسبيرج بجنوب أفريقيا، بواسطة قرار صادر من محكمة بجنوب أفريقيا التي وصلها للمشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي العادية التي انطلقت أعمالها بالأمس. الحكومة على لسان وزير الخارجية إبراهيم غندور ووزير الخارجية المناوب كمال إسماعيل، أكدت مشاركة البشير في كل جلسات القمة الأفريقية، وأن كل الأمور تسير بصورة طبيعية في القمة، الحكومة مضت إلى أكثر من ذلك حينما شددت على أنه ليس هنالك ما يهدد سلامة الرئيس بأي حال من الأحوال، وأن ما يحدث هي قضايا في الإسفير ومواقع التواصل الاجتماعي وليس لها قضية بالواقع في جوهانسبيرج. رئيس الجمهورية عمر البشير قال إن القادة الأفارقة «يرفضون الوصاية وهم أسياد قرارهم»، وأضاف أن محكمة الجنايات الدولية انتهت، وقمة جنوب أفريقيا هذه ما هي إلا «مراسم التشييع والدفن»، وأعرب البشير في تصريحات خاصة للأناضول عن ارتياحه من المشاركة في قمة جوهانسبيرج، مشيداً بالدولة المضيفة، ووصف البشير علاقات بلاده مع جنوب أفريقيا والاتحاد الأفريقي ب «الإمتياز». وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور نفى بأن تكون هناك محكمة بجنوب أفريقيا قد منعت البشير من مغادرة جنوب أفريقيا الموجود فيها حالياً، للمشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي ال25، بحجة تنفيذ مطالب المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله، غندور أعلن في تصريحات، على هامش القمة أمس رفض السودان لطلب المحكمة الجنائية الدولية من حكومة جنوب أفريقيا توقيف البشير، مؤكداً أن البشير يشارك حالياً في فعاليات القمة الأفريقية بجوهانسبرج، ومضى غندور للقول بأن «هذا مطلب قديم تردده المحكمة الجنائية الدولية على فترات . ولكن الموقف الأفريقي الصامد الذي أكدته قرارات الاتحاد الأفريقي المختلفة، وكذلك المجالس التنفيذية للاتحاد الأفريقي أفشل كل هذه المحاولات»، وأضاف أن الجنائية ستستمر في استهداف القادة الأفارقة كجزء من قدرنا المحبب إلى أنفسنا أننا أفارقة، ونعتز بذلك وسيستمر استهدافنا»، غندور سخر مما أثير واعتبره شائعات لا أساس لها من الصحة. بالمقابل مضى وزير الخارجية المناوب كمال إسماعيل للقول بأن كل الأمور تبدو طبيعية في القمة الأفريقية، وأشار إلى أن رئيس الجمهورية تلقى دعوة من الاتحاد الأفريقي للمشاركة في القمة الأفريقية، واتجه ليؤكد بأن الترتيبات لكل الرؤساء المشاركين تمت بجوهانسبيرج وأن اتصالاً مسبقاً تم مع جنوب أفريقيا وإبلاغها بأن رئيس الجمهورية سيشارك في القمة وأبدت جوهانسبيرج ترحيباً كبيراً بالأمر، مشدداً على أن جنوب أفريقيا التزمت بأنها ستوفر كل الترتيبات الأمنية واللوجستية، وزاد «على هذا الأساس الرئيس وصل مساء أمس إلى جوهانسبيرج وتمت لقاءات واتصالات مع مختلف الأطراف والنظراء الأفارقة بجانب مشاركته صباح أمس فى الجلسة الافتتاحية»، وتابع «الأمر يسير بصورة طبيعية بالنسبة لنا وللحكومة الجنوب أفريقية، وليس هنالك ما يهدد سلامة الرئيس بأي حال من الأحوال وما يحدث هي قضايا في الإسفير ومواقع التواصل الاجتماعي وهذه ليس لها قضية بالواقع في جوهانسبيرج» . وأكد إسماعيل أن السلطات الجنوب أفريقية أعلنت القيام بالتزامها كاملاً وأن رئيس الجمهورية مرحب به وستقدم له كل الخدمات المطلوبة لوجستية كانت أو أمنية، واعتبر زيارة الرئيس لجوهانسبيرج وهي موقعة على ميثاق روما بأنها تعني أن الدول الأفريقية ملتزمة تماماً بقرار القمة الأفريقية الذي صدر فى يناير الحالي والذي يطالب كل الدول الأفريقية بعدم التعامل مع المحكمة الجنائية، إسماعيل قطع بأن رئيس الجمهورية كان واضحاً وقوياً وحاسماً وشجاعاً في اتخاذ القرار بالمشاركة في القمة باعتبار أن كل الدول الأفريقية ستلتزم بقرار القمة الأفريقية السابقة، الرجل وصف ما يثار بأنه مجرد تداعيات إعلامية تتناقلها مختلف الوسائل وأن لاخطورة على الرئيس، ومضى للتأكيد على أن جنوب أفريقيا دولة مفصلية في الاتحاد الأفريقي ولها تاريخ نضالي ولن تخضع لمحكمة لا قرار لها ولا أصل لها ولا مرجعية لها باعتبارها محكمة كونها البعض لمحاربة البعض، إسماعيل كشف عن تقدم جمعية صغيرة بطلب وبلاغ لمحكمة نائية بجنوب أفريقيا ضد الرئيس، مشدداً على أن ما أصدرته من قرار لا قيمة قانونية له، وأشار إلى أن جنوب أفريقيا أصدرت في جريدتها الرسمية قبل 10 أيام قرار الاتحاد الأفريقي بأن لاتلتزم الدول الأفريقية بأي قرار للمحكمة، وشدد على أن مغادرة الرؤساء للقمم تكون بحسب برامجهم وجداولهم، وقال:المهم حضور الرؤساء للجلسة الافتتاحية التي تتم فيها مناقشة معظم القضايا الأساسية»، ونفى إسماعيل علمه بموعد عودة رئيس الجمهورية للخرطوم، وأضاف:الرئيس سيعود متى ما أكمل الجلسة الأساسية أما اليوم أو غداً فلا استطيع أن أحدده»، مؤكداً حضور الرئيس لكل جلسات القمة الأفريقية. في السياق شدد الرئيس الجنوب أفريقي، جاكوب زوما، على التزام بلاده القاطع بحماية ضيفها رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، و ضيوف القمة «25» للاتحاد الأفريقي كافة. وأضاف زوما «اسمعوها مني البشير ضيفنا .. سيبقى مكرماً وينفذ برنامجه ويغادر متى شاء»، وأكد ترحيب بلاده بمشاركة الرئيس عمر البشير، في أعمال القمة المنعقدة في جوهانسبيرج حالياً، وقال زوما في تصريحات صحفية قبل قليل بمقر القمة، إن جنوب أفريقيا تفتخر بمشاركة البشير كضيف عزيز ومحل حفاوة وترحيب رسمي وشعبي، وشدّد على التزام جنوب أفريقيا القاطع بحماية ضيفها الرئيس السوداني، عمر البشير، وضيوف المحفل الأفريقي كافة. وفي السياق، قلّل نائب سفير السودان في أثيوبيا والاتحاد الأفريقي حمزة عمر حسن من أهمية التقارير الصادرة بالخصوص، مؤكداً أن البشير موجود بدعوة من الدولة المضيفة، وقال حسن المشارك في القمة الحالية، في تصريح نشرته وكالة «الأناضول» إن الرئيس البشير وصل إلى جوهانسبيرج بدعوة من الدولة المضيفة للقمة «جنوب أفريقيا»، وبناءً على لوائح الاتحاد الأفريقي، وأشار حمزة، إلى التزام الدولة المضيفة «جنوب أفريقيا» بقرار الاتحاد الأفريقي ونوّه حمزة إلى الحصانة التي يتمتع بها البشير، رئيساً لدولة أفريقية ذات سيادة.
